ألقى نيافة الأنبا عمانوئيل عياد، مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك، كلمة مؤثرة خلال مشاركته في فعاليات منتدى دندرة الاقتصادي (الدورة الحادية عشرة)، والذي عُقد تحت عنوان "التعليم محور النماء الإنساني والنمو الاقتصادي".
في مستهل كلمته وجّه نيافة الأنبا عمانوئيل الشكر لصاحب السمو الأمير هاشم الدندراوي، رئيس مركز دندرة التنموي، على الدعوة الكريمة للمشاركة، مؤكداً أن المنتدى يمثل منصة للحوار البنّاء والتعاون المشترك من أجل مستقبل أفضل لمجتمعات الصعيد، ودفع عجلة التنمية وتعزيز الوعي الاقتصادي.
وأكد المطران أن التعليم هو جوهر النماء الإنساني وقاطرة التنمية الاقتصادية، مشيراً إلى أن الإنسان هو محور التنمية، ولا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر ما لم يكن التعليم فيه أداة لبناء الفكر والقيم والإبداع.
التعليم هو الاستثمار الأغلى
وقال نيافته: "التعليم الذي ننشده هو الذي ينمي الوعي، ويزرع في القلوب حب الوطن، وفي العقول روح المبادرة، وفي السلوكيات ثقافة العمل والتعايش والانتماء".
وأضاف أن التعليم ليس مجرد تلقين، بل هو عملية متكاملة تهدف إلى تمكين الإنسان من إدراك ذاته وإدارة علاقاته داخل المجتمع على أسس من الحرية والمسؤولية.
وتابع قائلاً إن من أهم أدوار التعليم غرس قيم الانتماء والمواطنة والاحترام والحوار، موضحاً أن بناء الوعي هو الضمان الحقيقي لوحدة المجتمع واستقراره، قائلاً: "لا تنمية بدون وعي، ولا وعي بدون تعليم".
وشدد نيافة الأنبا عمانوئيل على أن التعليم هو الاستثمار الأغلى والأطول أثرًا، وأن أي محاولة لتحقيق نمو اقتصادي دون أساس تعليمي متين محكوم عليها بالهشاشة، مضيفًا: "بالعلم تتقدم الأمم، وبالمعرفة تُولد الفرص، ومن خلال تنمية الإنسان تتولد القيمة الحقيقية للاقتصاد".
كما دعا إلى الربط بين التعليم وسوق العمل، وغرس ثقافة ريادة الأعمال لدى الشباب، معتبرًا أن هذا هو الطريق نحو تنمية مستدامة قادرة على الصمود والتطور.
وأوضح المطران أن رسالة المنتدى تتلاقى مع رسالة الكنيسة الكاثوليكية، التي تؤمن بأن بناء الإنسان العقلي والروحي والخلقي واجب مقدس، مشيرًا إلى أن التعليم رسالة مجتمعية مشتركة بين المؤسسات الدينية والمدنية والتنموية، من أجل بناء إنسان واعٍ ومجتمع قوي.
وفي ختام كلمته، أعرب نيافة الأنبا عمانوئيل عن تقديره لمركز دندرة التنموي على جهوده في دعم قضايا التنمية في صعيد مصر، وإشراك مختلف فئات المجتمع في الحراك الفكري والاقتصادي، مثمنًا رؤية الأمير هاشم الدندراوي الذي يؤمن بأن التنمية الشاملة لا تتحقق إلا بالعلم والمعرفة.
واختتم قائلاً: "نصلي إلى الله أن يبارك عملكم ويوفق مساعيكم لما فيه خير الوطن وخدمة الإنسان".