أكدت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان ورئيس المجلس القومي للسكان، أن أول ألف يوم في حياة الطفل والتي تبدأ من الحمل وتمتد حتى عامين بعد الولادة تُعد الفترة الأهم في تشكيل شخصية الإنسان جسديًا وعقليًا ونفسيًا، حيث يتكون خلالها نحو 85% من قدراته الأساسية.
وخلال لقائها ببرنامج "مصر تستطيع" على قناة DMC، شددت الألفي على أن الإعداد لهذه المرحلة يبدأ حتى قبل حدوث الحمل، ويتطلب من الزوجين جاهزية نفسية وصحية كاملة لضمان نشأة طفل سوي في بيئة مستقرة ومتوازنة.
تكوين الهوية الجنسية يبدأ مبكرًا
كشفت الألفي عن أن الهوية الجنسية للطفل تبدأ في التشكل خلال السنوات الثلاث الأولى، إذ يُولد الطفل بميول فطرية نحو الأنوثة لارتباطه بالأم، لكنه يبدأ تدريجيًا في اكتساب صفاته الجنسية تبعًا لتفاعل الأسرة والمجتمع معه.
وأضافت أن بعض العادات الخاطئة مثل إلباس الأولاد ملابس بنات أو تقبيل الأطفال من الفم أو السماح بالاستحمام الجماعي قد تُربك هذا التكوين، داعية الأسر للانتباه إلى أهمية هذه التفاصيل.
السلوك يُكتسب.. وليس موروثًا
أكدت نائب وزير الصحة أن الهوية والسلوك الجنسي ليسا أمرين موروثين كما يشاع، بل يُكتسبان من خلال البيئة المحيطة والتربية المبكرة. وشددت على أن غياب التوازن بين دور الأب والأم داخل الأسرة يمكن أن يؤدي إلى مشكلات سلوكية ونفسية لاحقة.
خطر محتوى السوشيال ميديا وأفلام الكرتون
وحذرت الألفي من التأثير السلبي للمحتوى غير المنضبط على الإنترنت، خاصة أفلام الكرتون التي قد تحمل رسائل خفية تروج لأفكار مشوهة للأطفال. وأكدت أن الطفل يبدأ في السمع والتحليل منذ وجوده في رحم أمه، ما يجعل السنوات الأولى من عمره حاسمة في تشكيل وعيه وشخصيته.
دعوة لحماية الأجيال الجديدة
اختتمت رئيس المجلس القومي للسكان تصريحاتها بتوجيه نداء للأسر المصرية بضرورة مراقبة ما يشاهده الأطفال والتعامل بوعي وجدية مع وسائل الإعلام، مؤكدة أن 30% من أطفال العالم معرضون لمخاطر الانحراف السلوكي، ما يستدعي جهودًا أسرية ومجتمعية لحمايتهم.