تعد صلاة الفجر من أعظم الصلوات المفروضة وقد رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في المحافظة على أدائها في وقتها، حيث إن ركعتي سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم “رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا”.
وصلاة الفجر وسنتها من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، ولكن قد لا يلحق البعض منا أداء سنة الفجر قبل إقامة الصلاة فما حكم أداء ركعتي سنة الفجر بعد الصلاة.
أداء ركعتي سنة الفجر بعد الصلاة
وفي هذا السياق، كشفت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن حكم أداء ركعتي سنة الفجر بعد الصلاة، قائلةً إنه إذا ضاق الوقت عن صلاتها قبل الفريضة فتصلى الفريضة ثم السنة عقبها، مستشهدة بما ورد عن الشافعية والحنابلة، وتكون بمنزلة الأداء لا القضاء خارج الوقت، على قول الشافعية وإن كان خلاف الأولى، ولا يأثم بتأخيرها.
واستشهدت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، في منشور سابق لها، في توضيحها بما قاله النووي رحمه الله، قال أصحابنا: «يدخل وقت السنن التي قبل الفرائض بدخول وقت الفرائض ويبقى وقتها ما لم يخرج وقت الفريضة، لكن المستحب تقديمها على الفريضة، ويدخل وقت السنن التي بعد الفرائض بفعل الفريضة، ويبقى ما دام وقت الفريضة، هذا هو المذهب في المسألتين، وبه قطع الأكثرون».. المجموع للنووى 2/157.
نصحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بأداء السنة القبلية قبل الصلاة في المنزل وليس بعدها، ففي الصحيحين أنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» متفق عليه.
فضل ركعتي سنة الفجر
وكانت دار الإفتاء المصرية قالت إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدع سنة ركعتي سنة الفجر لا سفرًا ولا حضرًا؛ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.
قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (6/ 5، ط. دار إحياء التراث العربي): [«رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أي: من متاع الدنيا] اهـ.
وورد أيضًا عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا عَلَى رَكْعَتَي الْفَجْرِ" متفقٌ عليه.
أجمل دعاء بعد صلاة الفجر
- سبحان الله عدد ما أعطى وعدد ما وهب، وعدد ما يجود به وعدد ما يخرج من الأرض، وعدد ما ينزل من السماء، اللهم وسع رزقي واقضِ ديني و قوِّ ظهري.
- اللهم صن وجهي باليسار، ولا تبذل جاهي بالإقتار، فأسترزق طالبي رزقك، وأستعطف شرار خلقك، وأبتلي بحمد من أعطاني، وأفتن بذم من منعني، وأنت من وراء ذلك كله وليّ العطاء والمنع، إنك على كل شيء قدير.
- يا كريم، اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطلعًا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، أسألك فيض من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، بيدك الأمر كله، ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقر به أعيننا، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، في بابك واقفون، ولجودك الواسع المعروف منتظرون، يا كريم يا رحيم.
- اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفضيحتين؛ الفقر والدين، اللهم يا رازق السائلين، ويا راحم المساكين، يا ذا القوة المتين، ويا ولي المؤمنين، ويا خير الناصرين، يا غياث المستغيثين، ارزقني يا أرحم الراحمين.
- اللهم اكشف عني كل بلوى، يا عالِم كل خفية، يا صارف كل بليّة، أغثني، أدعوك دعاء من اشتدت به فاقته، وضعُفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الغريق المضطر، اللهم ارحمني وأغثني، والطف بي، وتداركني بإغاثتك، اللهم بك ملاذي.
- اللهم أتوسل إليك باسمك الواحد، والفرد الصمد، وباسمك العظيم فرج عني ما أمسيت فيه، وأصبحت فيه، حتى لا يخامر خاطري وأوهامي غبار الخوف من غيرك، ولا يشغلني أثر الرجاء من سواك، أجرني، أجرني، أجرني، يا الله، اللهم يا كاشف الغم والهموم، ومفرج الكرب العظيم، ويا من إذا أراد شيئًا يقول له: كُن فيكون.
- رباه رباه أحاطت بي الذنوب والمعاصي، فلا أجد الرحمة والعناية من غيرك، فأمدني بها.
- الحمد لله الذي ينسى من ذكره، الحمد لله الذي لا يخيب من رجاه، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، الحمد لله الذي هو ثقتنا حين تسوء ظنوننا بأعمالنا، الحمد لله الذي هو رجاؤنا حين ينقطع الحيل والحبل منا.
- الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، الحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته، الحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته، الحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه.
- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، ربّ اجعلني من عبادك المخلصين، ووالدي والمسلمين والمسلمات، ربي اغفر لنا وارحمنا واهدنا واجبرنا وعافنا وارزقنا، وأغننا في الدين والدنيا والآخرة، أنا وكل من قال اللهم آمين يا رب العالمين.
- اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتم له، اللهم زودني بالتقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني سواء من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي، وثبت رجاك في قلبي، واقطعه ممن سِواك، حتى لا أرجو أحدًا غيرك، يا من يكتفي من خلقه جميعًا، ولا يكتفي منه أحد من خلقه، يا أحد، من لا أحد له انقطع الرجاء إلا منك.
- اللهم اغفر لنا ذنوبنا التي تهتك العصم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تغير النعم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء، اللهم اغفر لنا كل ذنب أذنبته، وكل خطيئة أخطأتها.
- اللهم إنا نسألك سؤال من اشتدت فاقته، وأنزل بك عند الشدائد حاجته، وعظم فيما عندك رغبته، اللهم عظم سلطانك وعلا مكانك، وظهر أمرك، وغلب قهرك، ولا يمكن الفرار من حكمك، اللهم كن بنا أرحم من أمهاتنا علينا، اللهم آمين يا رب العالمين.
- حسبنا الله سيؤتينا من فضله إنا إلى الله راغبون. اللهم بشرني بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف، وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى.
- اللهم إني أسألك يا من لا تغلطه المسائل، يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من لا يبرمه إلحاح الملحين، اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، اللهم اكشف عني وعن كل المسلمين كل شدة وضيق وكرب، اللهم أسألك فرجًا قريبًا، وكف عني ما أطيق، وما لا أطيق، اللهم فرج عني وعن كل المسلمين كل هم وغم، وأخرجني والمسلمين من كل كرب وحزن.