قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فقرات موسيقية وعروض فنية| أثري يكشف تفاصيل حفل افتتاح المتحف الكبير: 40 رئيسا وملكا.. و400 قناة ومحطة دولية تذيع الحدث

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

قال الدكتور ممدوح المصري أستاذ الآثار عميد كلية الآداب بجامعة طنطا، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثاً استثنائياً سيخلده التاريخ المعاصر، ليس لمصر فقط، بل للعالم أجمع، مؤكداً أن هذا الافتتاح هو بمثابة رسالة حضارية من مصر الحديثة إلى البشرية، تعلن فيها استمرار عطائها الثقافي وريادتها التاريخية الممتدة منذ آلاف السنين.

وأضاف الدكتور المصري أن هذا المتحف العملاق الذي يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، يجسد عبقرية المصري القديم الذي بنى حضارة علمت الدنيا معنى الخلود، كما يعكس في الوقت ذاته قدرة الدولة المصرية الحديثة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على استعادة وهج التاريخ في صورة معاصرة تجمع بين العراقة والتطور.

حفل يليق بعظمة مصر... واستعدادات غير مسبوقة

وأوضح عميد كلية الآداب أن فقرات حفل الافتتاح ستكون على أعلى مستوى من التنظيم والإبهار، مشيراً إلى أن عشرات القنوات الفضائية حول العالم طلبت رسمياً نقل الحدث التاريخي عبر البث المباشر، وهو ما يؤكد أن أنظار البشرية كلها ستتجه إلى القاهرة في تلك الليلة.

وأضاف أن الحفل سيضم عروضاً فنية وثقافية تمزج بين فنون الحضارة المصرية القديمة والتقنيات الحديثة في الإبهار البصري، إلى جانب فقرات موسيقية تعبر عن روح مصر القديمة والحديثة في آنٍ واحد. وأكد أن المتحف المصري الكبير سيشهد حدثاً أسطورياً يفوق في فخامته موكب المومياوات الملكية واحتفالية طريق الكباش التي أبهرَت العالم من قبل.

وأشار إلى أن الاستعدادات تجري على قدم وساق داخل المتحف والمنطقة المحيطة به، سواء من حيث تنظيم المحاور المرورية الجديدة أو تأمين محيط الحدث وتسهيل حركة الضيوف، بما يليق بمكانة مصر الدولية.

مشاركة عالمية رفيعة المستوى

أكد الدكتور ممدوح المصري أن قائمة المدعوين لحفل الافتتاح تعكس الثقل السياسي والثقافي لمصر، إذ تضم نحو 40 رئيس دولة وملكاً ورئيس حكومة من مختلف قارات العالم، فضلاً عن وزراء الثقافة والسياحة وكبار الشخصيات الدولية، إضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الثقافية والمنظمات الأثرية العالمية.

وأشار إلى أن من بين الضيوف المتوقع حضورهم، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعدداً من قادة وزعماء الدول الذين تربطهم بمصر علاقات استراتيجية وثقافية عميقة. كما لفت إلى أن الاهتمام الدبلوماسي والإعلامي الواسع يعكس إدراك العالم لقيمة المتحف كأكبر صرح أثري في التاريخ الحديث.

وأوضح الدكتور المصري أن عدد وسائل الإعلام التي تقدمت بطلبات رسمية لتغطية الحدث تجاوز 400 قناة ومحطة دولية، في مؤشر على أن مصر ستتربع مجدداً على عرش المشهد الحضاري العالمي ليلة الافتتاح.

متحف يروي قصة الإنسانية عبر كنوز مصر

وأضاف عميد كلية الآداب أن المتحف المصري الكبير يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة، بدءاً من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني الروماني، بما في ذلك مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد.

وأشار إلى أن المتحف لا يُعد مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو مؤسسة علمية وثقافية متكاملة تضم معامل ترميم، ومراكز بحثية، وقاعات عرض رقمية، ومناطق تعليمية وتفاعلية، مما يجعله نموذجاً عالمياً فريداً في مجال المتاحف الحديثة.

وأوضح أن تصميم المتحف الذي يمزج بين الطراز الفرعوني والتكنولوجيا المعاصرة يعكس رؤية مصر الجديدة في الحفاظ على التراث وفي الوقت ذاته التوجه نحو المستقبل.

رسالة من مصر إلى العالم

وشدد الدكتور ممدوح المصري على أن افتتاح المتحف المصري الكبير هو أكبر حملة ترويجية لمصر في القرن الحادي والعشرين، حيث سيعيد رسم صورة الدولة المصرية كقبلة للسياحة الثقافية والتاريخية في العالم، مشيراً إلى أن هذا المشروع يمثل تتويجاً لجهود استمرت لأكثر من عقدين من العمل الدؤوب.

وأضاف أن المتحف سيجعل من منطقة الأهرامات أكبر مجمع ثقافي وسياحي في الشرق الأوسط، الأمر الذي سيضاعف من أعداد الزوار ويعزز الاقتصاد الوطني من خلال تنشيط السياحة والأنشطة المرتبطة بها.

وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أولى هذا المشروع اهتماماً خاصاً، ووجّه الحكومة بإخراج الافتتاح في أبهى صورة تعكس ريادة مصر الحضارية والثقافية، موضحاً أن هذا الحدث لن يكون مجرد حفل، بل مناسبة عالمية تُجسّد دور مصر كحارسة للتراث الإنساني.

مصر تكتب فصلاً جديداً من مجدها

واختتم الدكتور ممدوح المصري تصريحه بالتأكيد على أن افتتاح المتحف المصري الكبير هو لحظة استعادة الهوية المصرية بكل أبعادها التاريخية والإنسانية، وأنه ليس مجرد حدث ثقافي بل ولادة جديدة لمصر الحضارة والإنسان.

وقال إن هذا الافتتاح سيعيد للأذهان مشاهد النهضة التي قادها ملوك الفراعنة، ويرسخ في الوعي العالمي أن مصر كانت وما زالت منارة الإنسانية، مشيراً إلى أن كل مصري يجب أن يشعر بالفخر وهو يرى بلاده تقدم للعالم أجمل هدية من قلب التاريخ.

مصر تعانق التاريخ من جديد

فإن افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر المقبل، ليس مجرد حدث احتفالي، بل هو إعلان عن عودة مصر إلى الصدارة الحضارية والثقافية، حيث يجتمع الماضي العريق بالحاضر المزدهر في لوحة تروي قصة أمة لا تعرف إلا البقاء والعظمة. إنها لحظة سيذكرها التاريخ طويلاً، يوم رفعت مصر الستار عن كنوزها لتقول للعالم.. “هنا كانت البداية... وهنا لا يزال المجد يُكتب.”