في زيارة حاسمة إلى سيول على هامش قمة APEC 2025، أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن صفقات استراتيجية متعددة مع حليفته التاريخية كوريا الجنوبية، تضمنت استثمارات ضخمة، وتوسعة للدفاع البحري، وتخفيضات جمركية متبادلة، ما يعكس تحولاً في أولويات العلاقات الثنائية بين البلدين.
قال ترامب إن كوريا الجنوبية وافقت على ضخ ما يصل إلى 600 مليار دولار في استثمارات موجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية، واصفاً هذا الرقم بأنه “تمرين استراتيجي مهم” لتعزيز التصنيع الأمريكي وجذب رؤوس الأموال الأجنبية.
إضافة إلى ذلك، أعلن ترامب أن سيول ستقوم بشراء كميات كبيرة من النفط والغاز الأميركيين في إطار اتفاقية الطاقة، مؤكداً أن هذا البند يعزز “اعتماداً متبادلاً” في مجال الأمن الطاقي بين البلدين.
كما أبرز ترامب أن كوريا الجنوبية قبلت بدفع 350 مليار دولار تقريباً مقابل تخفيض الولايات المتحدة للرسوم الجمركية، وما يشكل ذلك من خطوة لتسوية مقبلة في العلاقات التجارية بين الحلفاء. هذا الشرط كثُر تداوله في المفاوضات بين البلدين منذ الصيف، حيث كانت سيول تصر على أن هذا الرقم سيُنفذ على دفعات وليس دفعة واحدة، حسب رويترز.
من الجانب العسكري والدفاعي، أعلن ترامب أن كوريا الجنوبية وافقت على بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية، ما يمثل نقلة نوعية في القدرات البحرية لسيؤول، ويُحتمل أن ينطوي على مراجعة لاتفاقية نووية تاريخية بين البلدين، وفق بيزنس ستاندرد
إلا أن التفاصيل الدقيقة لهذه العهود لا تزال تُخضع لمفاوضات تقنية، إذ يُواصل الطرفان العمل على صياغة البنود والمواعيد التنفيذية. مسؤولون كوريون حذروا من أن الدفع الفوري للمبلغ الكبير قد يؤدي إلى اختلالات في العملة المحلية، أو يثقل كاهل الاقتصاد الكوري الناتج عن الضغوط النقدية.
ومن المسلم به أن هذه الاتفاقات — إن تم تنفيذها — ستعيد تشكيل العلاقة الأميركية – الكورية، ليس فقط على مستوى التجارة بل أيضاً في الهيكل الاستراتيجي للمنطقة، فصفقة الغواصة النووية على نحوٍ خاص ترسل إشارة لسوا بينها وبين الصين وكوريا الشمالية بأن سيول مستعدة لتوسيع مسؤوليتها الدفاعية، بما يتجاوز مجرد الحماية الأميركية التقليدية.
ويأتي ما أعلن اليوم من قبل ترامب ينتظر أن يُترجَم إلى خطوات عملية على الأرض، وموعد التنفيذ والتوقيت سيكونان المحور الأساسي في تحديد مدى التزام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بهذه الرؤية المشتركة.

