قبل 34 يوماً على انطلاق أولى مباريات مصر في كأس الأمم الأفريقية.. أنهى منتخبنا الوطني فترة التوقف الدولي باحتلال المركز الثالث في دورة العين الودية بعد هزيمة من أوزبكستان 0/2 وفوز بضربات الترجيح على منتخب الرأس الأخضر.
قلق شديد انتاب أوساط الشارع الكروي المصري بسبب عدم قدرة المنتخب على تقديم أداء يليق بطموح الجماهير المصرية وعدم الاطمئنان إلى استطاعة الفريق مواجهة كبار القارة .
لم تتوقف حالة الاستياء الشعبي على مجرد الظهور بمستوى أقل من التوقعات أمام منتخبين يقل تصنيفهما عن مصر ب20 مركز و36 مركز على التوالي....ولكن ما إن انتهت مباراتنا أما الكاب ڤيردي حتى فتح الكابتن حسام حسن النار على الجميع.
وكما كان حسام لاعباً ماهراً في مركز قلب الهجوم فهو أيضاً يستخدم جميع مهاراته في الهجوم على منتقديه و استعداء الجميع بلا هوادة ويبذل جهداً كبيراً في محاولة خلق أكبر قدر من العداوات.
لا شك أن الكثير من الشخصيات العامة لا تسعفها القدرة على التحدث مع الجمهور....فهي موهبة يولد بها البعض ويكتسبها البعض الآخر بالتعلم والتدريب....حسام يفتقد تماماً لهذا الأمر وهو ما أقحمه في أزمات عديدة على مدار تاريخه....
لا أدري لماذا يعتقد الكابتن حسام أن رصيده كلاعب يمنحه حصانة ضد النقد....ليس هذا فحسب بل يعتقد أن رصيده الضخم كلاعب يمنحه أفضلية كمدرب علاوة علي "معايرة" المنتقدين بأنه لعب وأعطى وأخلص للكرة وللمنتخب حتى سن الأربعين....وكأن كل هذا كان بدون مقابل .
المدهش أن الكابتن أبدى استعداده لتقبل النقد ولكن بشرط أن يكون نقداً فنياً....ويبدو أن الكابتن حسام يغفل عن أن سر شعبية كرة القدم في العالم هو بساطتها ....ليس شرطا أن يكون المنتقد متخصصاً في تحليل الأداء ....المتفرج البسيط الجالس على أي مقهى يستطيع بمنتهى البساطة إبداء رأيه بدون الدخول في تعقيدات فنية....لا أدري لماذا يعتقد حسام أن من ينتقده هوه كاره يريد أن ينتزع مكانه....السوشيال ميديا التي يهاجمها مدرب المنتخب هي قطاع كبير من الشعب الذي يزعم أنه "بيعمل كل حاجة عشان بفرحه "....
إذا كان هذا هو انفعال مدرب المنتخب على انتقاده في دورة ودية....فكيف ستكون انفعالاته وثباته النفسي وتحمله للضغط في حالة التعثر في إحدى المباريات لا قدر الله بعد شهر من الآن أو الخروج المبكر وهذا ليس مستبعدا قياساً على ما رأيناه من مستوى وإن كنا نتمنى ألا يحدث ذلك....
هل فكر حسام في تأثير ما قاله على لاعبيه عندما ذكر بعد مباراة أوزبكستان وتبرير الخسارة بغياب 7 لاعبين للإصابة....تُرى ما الرسالة التي وصلت لباقي الفريق غير أنها تحوي رسالة مباشرة أنهم "كمالة عدد ".....تُرى ما الرسالة التي وصلت لباقي الفريق عندما يقول مدربهم أن مصر لا تمتلك إلا "اتنين محترفين وربع " ؟ وكأن شرطاً أن يكون كل لاعبي المنتخب محترفين في البريميرليج.
لن أتوقف عند بقية التصريحات لعدم الإطالة ولكن ما ينبغي التوقف عنده هو لماذا رفض المدير الفني مواجهة منتخب البرازيل التي كانت ستكفل تجربة قوية يحتاجها المنتخب بشدة علاوة على 400 ألف دولار ستدخل خزانة الإتحاد المصري لكرة القدم....أعتقد أن الإجابة المنطقية الوحيدة هي خشية المدير الفني من التعرض لهزيمة تعكر صفو الوصول إلى المونديال بدون هزيمة كما يتفاخر سيادته..... عموماً البرازيل ستلتقي مع تونس بدلاً من مصر وسبق لها مواجهة السنغال من أربع أيام ....فيما واجهت أنجولا التي سنلاقيها في 29 ديسمبر في ثالث جولات مجموعتنا في كأس الأمم....التقت مع الأرجنتين....واكتفينا نحن بمواجهة أوزبكستان والرأس الأخضر.....قمة العبقرية في التفكير !!!!!!!!
لو كان لي أن أقدم نصيحة للكابتن حسام فسأنصحه بالتوقف عن الكلام وترديد مقولة الروائي الفرنسي أنطوان دي سانت إكزوبيري " يارب لا أسالك معجزة...بل عزيمة كل يوم...ألهمني فن الخطوات الصغيرة "