لاشك أن السؤال عن هل صلاة المرأة بدون جوارب باطلة ؟، تطرحه أهمية تلك الفريضة التي هي ثاني أركان الإسلام، ومن ثم لا يمكن التهاون بأي من أحكامها ، وهذا ما يطرح أهمية معرفة هل صلاة المرأة بدون جوارب باطلة سواء في البيت أو بالخارج؟، لعل بها نفوز بثوابها وفضلها ونفحاتها كاملة.
هل صلاة المرأة بدون جوارب باطلة
قال الشيخ أحمد ممدوح ، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، إن تغطية المرأة لقدميها في الصلاة واجبة عند معظم العلماء، ولكنه ليس أمرًا اتفاقيًا، فقد وقع فيه الخلاف.
وأوضح " ممدوح" في إجابته عن سؤال: هل صلاة المرأة بدون جوارب باطلة حتى لو كانت وحدها في البيت؟، أنه ذهب الإمام أبو حنيفة إلى التسامح في مثل هذا، وعليه لا نشدد على النساء في مثل هذا ولكن نرشدهم إلى أن تغطية القدمين في الصلاة هي الأولى والأحوط وهي الأكمل، حتى لو كانت تصلي خالية وحدها في منزلها ولا يوجد أجانب معها.
وأشار إلى أن من أرادت أن تقلد الرأي الذي يجيزه الإمام أبو حنيفة فلا حرج عليها في ذلك ولا تضييق ، لأن مثل هذه الأمور الخلافية مبناها على التوسعة التي هي من خصائص الشريعة الإسلامية، فقال الله تعالى : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) الآية 185 من سورة البقرة.
حكم صلاة المرأة بدون ارتداء جوارب
أكد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا يجب على المرأة لبس الجورب أثناء الصلاة، ولا بأس من ارتدائها له؛ فتصح الصلاة به وبدونه.
وبين «شلبي» في إجابته عن سؤال:« هل يجب على المرأة لبس الجورب في الصلاة»، أنه لو استطاعت المرأة أن تصلى بجورب فيكون هذا أفضل، ولو لم تستطع أن ترتدى شرابًا وأرادت أن تأخذ بالقول القائل؛ بأنه يجوز الصلاة دون شراب وهو رأى الأحناف فلا حرج في ذلك وتكون صلاتها صحيحة.
وتابع: فالضابط في ذلك كله هو ستر العورة في الصلاة واجب؛ لقوله تعالى: «وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ»،( سورة النور: الآية 31)، وعورة المرأة جميع بدنها إلا وجهها وكفيها.
هل يجب تغطية قدم المرأة في الصلاة
وأفادت دار الإفتاء المصرية، بأن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أنه يجب على المرأة تغطية كامل جسدها في الصلاة ما عدا الوجه والكفين، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ دِرْعٍ وَخِمَارٍ وَإِزَارٍ".
واستشهدت " الإفتاء" في إجابتها عن سؤال: هل يجب تغطية قدم المرأة في الصلاة ؟، بما ورد عن السيدة أم سلمة رضي الله عنها أنَّ امرأة سألتها عن الثياب التي تصلى فيها المرأة، فقالت: «تُصَلِّي فِي الْخِمَارِ وَالدِّرْعِ السَّابِغِ الَّذِي يُغَيِّبُ ظُهُورَ قَدَمَيْهَا». أي: الذي يغطي ويستر ظاهر القدمين.
ولفتت إلى أن الحنفية وسفيان الثوري أجازا كشف المرأة قدميها ؛ لأن الشرع استثنى من زينة المرأة: الوجه والكفين والقدمين، قال تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31].
وبينت الإفتاء أن الراجح وهو المفتى به جواز كشف المرأة لقدميها في الصلاة؛ تيسيرًا عليها ولرفع الحرج عنها، فإذا صلَّت وقدمها مكشوفة فصلاتها صحيحة، ولا يُنْكَر المختلَفُ فيه .

