ارتفعت الأسهم الأوروبية بنحو طفيف اليوم الثلاثاء، حيث اتسم المستثمرون بالحذر قبيل صدور البيانات الاقتصادية الأميركية، وسط توقعات متزايدة بخفض معدلات الفائدة في أكبر اقتصاد عالمي.
وسجل المؤشر الأوروبي الشامل "ستوكس 600" ارتفاعاً بنسبة 0.2% ليصل إلى 564.31 نقطة، وصعد مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.1% ليصل إلى 23270.54 نقطة، وارتفع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 0.2% ليصل إلى 9,560.04 نقطة، وصعد مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.3% إلى 7983.30 نقطة.
تنتظر الأسواق صدور تقرير تضخم أسعار المنتجين وأرقام مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة، والتي قد تُلقي مزيدًا من الضوء على صحة الاقتصاد الأميركي.
جاءت هذه التحركات بعد أن تعافت المؤشرات الأميركية الرئيسية يوم الإثنين، مدفوعة بقوة قطاع الذكاء الاصطناعي وتجدد الآمال في خفض معدلات الفائدة من قبل الفدرالي. كما ارتفعت الأسواق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خلال التداولات الليلية، بدعم من انتعاش وول ستريت.
ويواصل المتداولون مراقبة أي أخبار قد تؤثر على قرار السياسة النقدية المقبل للفدرالي. وتشير الأسواق إلى احتمال يزيد عن 80% لخفض معدل الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في ديسمبر كانون الأول، وفقاً لأداة CME FedWatch.
وقد ارتفعت هذه الاحتمالية منذ أن صرح رئيس الفدرالي في نيويورك، جون ويليامز، يوم الجمعة الماضي، بأن هناك مجالاً لخفض الفائدة «على المدى القريب». وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، لصحيفة وول ستريت غورنال يوم الاثنين إنها تدعم خفض الفائدة بسبب المخاوف المتعلقة بسوق العمل.
أبرز التحركات في الأسهم
في أخبار الشركات، أعلن البنك الهولندي "ABN أمرو" يوم الثلاثاء أنه سيقلص 5,200 وظيفة بحلول عام 2028 في إطار مساعيه لتبسيط العمليات وتقليل التكاليف. وأضاف البنك في تحديثه قبل يوم أسواق رأس المال أنه وافق على بيع شركته التابعة للقروض الشخصية "ألفام" إلى بنك "رابوبنك". وارتفعت أسهم "ABN أمرو" آخر مرة بنسبة 3.7%.
في الوقت نفسه، أعلنت شركة الطيران البريطانية منخفضة التكلفة "إيزي جيت" عن أرباح تشغيلية أعلى من المتوقع للسنة المالية الكاملة، وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 0.3% خلال التداولات الصباحية المبكرة.
وفي مكان آخر، شهدت أسهم قطاع الدفاع الإقليمي تقلبات خلال الأسبوع الماضي مع استمرار جهود الولايات المتحدة للتوصل إلى تقدم بشأن صفقة سلام لأوكرانيا. وحقق القطاع انتعاشاً متواضعاً يوم الثلاثاء بعد خسائر حادة خلال جلستين متتاليتين. وشملت أسهم الدفاع التي سجلت أكبر مكاسب في التداولات المبكرة شركتي "رينك" الألمانية، بارتفاع 5.2%، و"راينميتال" بارتفاع 2%.
وفي يوم الاثنين، اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي لمناقشة خطة السلام المؤلفة من 28 نقطة، التي كان قد أعدها في البداية مسؤولون أميركيون وروس، دون مشاركة أوكرانيا أو بقية دول أوروبا. وبحسب المسودة الأولية، كان من المقرر أن تضطر أوكرانيا لتقديم تنازلات كبيرة لروسيا، بما في ذلك التنازل عن الأراضي التي احتلت بعد الغزو الكامل وتقليص حجم قواتها المسلحة، من أجل إنهاء الحرب.
وفي بيان بعد الاجتماع، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن أوروبا تحتفظ بدور مركزي في تشكيل مستقبل أوكرانيا.
وقالت: «هذه هي المبادئ الأوروبية الأساسية التي نتمسك بها مستقبلاً: يجب احترام أراضي أوكرانيا وسيادتها. وأوكرانيا وحدها، كدولة ذات سيادة، يمكنها اتخاذ القرارات بشأن قواتها المسلحة، وخيار مصيرها في يديها».
وأضافت أن المباحثات بين ما يُعرف بـ«تحالف الراغبين» ستستمر يوم الثلاثاء.
كما يستعد المستثمرون في المملكة المتحدة لموازنة الخريف يوم الأربعاء، مع توقع الإعلان عن حزمة من زيادات الضرائب على يد وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز.