أعلنت الأمم المتحدة رسميًا بدء عملية اختيار الأمين العام المقبل للمؤسسة الدولية، ليخلف أنطونيو جوتيريش عند بداية عام 2027. تأتي هذه الخطوة في إطار التزام المنظمة بضمان القيادة الكفؤة والنزاهة العالية وتعزيز التعددية والشفافية في أعلى منصب إداري في الأمم المتحدة.

بدء العملية والمراسلات الرسمية
أرسلت رسالة مشتركة إلى الدول الأعضاء البالغ عددها 193، قام بها سفير سيراليون مايكل عمران كانو، الرئيس الحالي لمجلس الأمن، ورئيسة الجمعية العامة أنالينا بيربوك، لتوضيح آليات تحريك عملية الاختيار.
وجاء في الرسالة أن "منصب الأمين العام يكتسي أهمية كبيرة ويتطلب أعلى معايير الكفاءة والمقدرة والنزاهة، والالتزام الراسخ بأهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه"، مؤكدين على ضرورة اختيار شخصية تتمتع بالخبرة الدولية والمقدرة الدبلوماسية واللغوية.
معايير الترشيح ودور الجنسين
أكدت الرسالة، أن المرشحين يجب أن يتمتعوا بخبرة واسعة في العلاقات الدولية ومهارات قيادية متميزة، مع الالتزام الكامل بمبادئ الأمم المتحدة.
ودعت بعض الدول الأعضاء إلى النظر بجدية في ترشيح النساء للمنصب، مشيرة إلى أنه "لم تشغل أي امرأة منصب الأمين العام على الإطلاق"، في خطوة تسعى لتعزيز التمثيل والمساواة بين الجنسين على أعلى مستوى إداري في المنظمة.
الترشيحات والمقابلات العامة
يجب أن يُرشّح كل مرشح رسميًا من قبل دولة أو مجموعة من الدول، وتقديم "رؤيته" وخطط التمويل الخاصة به. وقد بدأ تداول بعض الأسماء بشكل غير رسمي، بينها الرئيسة التشيلية السابقة ميشيل باشليه، ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، والكوستاريكية ريبيكا غرينسبان، رئيسة وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد).
ويمكن أن يخضع المرشحون لمقابلات عامة، وهي آلية للشفافية استخدمت لأول مرة عام 2016 وأتاحت لغوتيريش الوصول إلى ولايته الأولى.
دور مجلس الأمن والجمعية العامة
سيبدأ أعضاء مجلس الأمن عملية الاختيار الرسمية بحلول نهاية يوليو، مع أن الأعضاء الخمسة الدائمين (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، المملكة المتحدة، فرنسا) يمتلكون تأثيرًا رئيسيًا على مستقبل المرشحين من خلال حق النقض.
وبمجرد تقديم مجلس الأمن توصيته، يمكن للجمعية العامة انتخاب الأمين العام لولاية مدتها خمس سنوات تبدأ في الأول من يناير 2027، قابلة للتجديد مرة واحدة، بما يضمن استمرار القيادة المستقرة للمنظمة.