فُجِع الوسط الإعلامي والاجتماعي بخبر رحيل المذيعة الشابة هبة الزياد التي توفيت عن عمر يناهز 29 عامًا إثر هبوط مفاجئ في الدورة الدموية أثناء نومها. الإعلان الرسمي عن وفاتها نشره حسابها الشخصي الذي ودّعها بعبارات للدعاء والصبر، لتتوالى ردود الفعل من متابعين وزملاء أعربوا عن حزنهم لفقد صوت شبابي تميّز بالتنوّع والحضور.
من هي هبة الزياد
هبة الزياد كانت من الوجوه الإعلامية الصاعدة التي جمعت بين التأهيل الأكاديمي والاهتمام الفكري المتنوع، حصلت على بكالوريوس إعلام ثم ماجستير في سيكولوجية الإعلام، مما أعطاها قدرة على قراءة المشهد وتحليل القضايا من زاوية معرفية متوازنة. خلال مسيرتها القصيرة قدمت أكثر من 32 برنامجًا في مساحات مختلفة شملت السياسة والاجتماع والعلوم والفنون والأسرة.
لم تقتصر إبداعاتها على شاشة التلفاز فحسب بل امتدّت إلى المجال الأدبي حيث صدرت لها أعمال روائية وفكرية من بينها رواية "روزانا" و"أعوان إبليس في السماء الصغرى" و"بحيرة من بكاء البشر" كما كانت تحرص على الجمع بين المعرفة الدينية والعلمية وحفظت 27 جزءًا من القرآن الكريم وهو عنصر بارز في شخصيتها واهتماماتها.
آخر ظهور ومسيرتها العملية
خلال الأشهر الماضية كانت هبة جزءًا من الموسم الثاني من برنامج "ترند" على قناة الشمس حيث قدّمت حلقات اجتماعية وفنية نالت متابعة لافتة وفي الوقت نفسه كانت تستعد وتُسجّل حلقات برنامجها "البروفيسرة" الذي وُجدت تسجيلات كافية منه تُبث لاحقًا بعد رحيلها بحسب ما أُعلِن. تفاعل الجمهور مع آخر منشوراتها على منصة تيك توك كان واضحًا، إذ شاركت متابعينها بنصيحة تحمل لباقة إنسانية قالتها قبل رحيلها وعلّق عليها كثيرون بكلمات الوداع.
قضية الابتزاز والإجراءات القانونية
قبل رحيلها بحوالي ثلاثة أشهر تعرضت هبة لحالة ابتزاز من شخص مجهول، ونسبت المستندات القضائية أن القضية تحمل رقمًا في سجلات عام 2025 وقد اتُخذت إجراءات قانونية ضد المتهم الذي وُجهت إليه تهم تتعلق بإساءة استخدام وسائل الاتصال والسب والقذف الإلكتروني. وقدّم محاميها بلاغًا إلى مباحث تكنولوجيا المعلومات أسفر عن التوصل إلى مشتبه به وتمت إحالة القضية إلى جهات التحقيق المختصة وتم تقييدها بمقتضى نصوص قانون العقوبات وقانون تكنولوجيا المعلومات وقانون تنظيم الاتصالات كما ورد في أمر الإحالة.
من جهته أوضح محامي الراحلة أن المتهم هدّد وابتز هبة برسائل هاتفية طالبًا مالًا مهددًا بكشف معلومات أو بفضحها وهو ما سبب لها مضايقات نفسية وفقًا لما ثبت بالأوراق، وقد تابعت النيابات والمحاكم المختصة القضية وسط إجراءات تقنينية تهدف إلى محاسبة كل من يسيء عبر الفضاء الرقمي.
وداع وتعليقات الجمهور
ونشر حساب هبة عبارة دعاء قال فيها «إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلنصبر ولنحتسب، صاحبة هذا الحساب الإعلامية الدكتورة هبة الزياد في ذمة الله» وجاء ذلك بمثابة التعزية الرسمية التي استقبلها المتابعون بتفاعل كبير، حيث امتلأت منصات التواصل بتعليقات حزينة وعبارات تذكّر بالعطاء الإعلامي والشخصية المتعددة الاهتمامات لدى الراحلة من متابعين وزملاء عمل وأصدقاء.
خسارة هبة الزياد ليست مجرد غياب لصوت إعلامي شبابي بل رحيل لشخصية جمعت بين الثقافة والإيمان والإبداع الأدبي والإعلامي في وقت قصير نسبيا، وستظل سيرتها المهنية وقضاياها الإنسانية والفكرية موضوع حديث عند من عرفوها أو تواصلوا معها عبر الشاشة أو الكتابة أو منصات التواصل. الرحمة لها ولعائلتها ولكل من تأثّر بغيابها، وللمشهد الإعلامي دعوة للتذكّر بأهمية الحماية القانونية والنفسية لصانعي المحتوى في عصر تتزايد فيه المخاطر الرقمية على الأفراد.