تواصل الجهات الصحية في مصر تنفيذ إجراءات وقائية مشددة في مختلف المنافذ الحدودية لمتابعة ورصد الأمراض المعدية، وذلك في إطار استراتيجية تستهدف حماية الصحة العامة ومنع تسلل الفيروسات الوافدة إلى البلاد، خاصة مع تصاعد المخاوف العالمية بشأن فيروس «ماربورج» شديد الخطورة.
جاهزية الحجر الصحي في المنافذ المصرية
تؤكد المعطيات الرسمية أن وحدات الحجر الصحي منتشرة في جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، وتمتلك فرقا مدربة على التعامل مع الأمراض المستجدة، وتعمل هذه الفرق على تنفيذ عمليات الفحص والمتابعة بدقة عالية، إلى جانب اتخاذ إجراءات العزل الفوري لأي حالة يُشتبه في إصابتها بمرض معدٍ.
وبحسب السلطات الصحية، فإنه فور تلقي معلومات حول ظهور حالات إصابة بفيروس «ماربورج» في بعض الدول الإفريقية، جرى تعميم التحذيرات وتزويد العاملين في الحجر الصحي بالتعليمات اللازمة لرصد الفيروس ومنع دخوله إلى البلاد.
آلية التعامل مع الحالات المشتبه بها
تتضمن الإجراءات المتبعة نقل أي وافد تظهر عليه أعراض مرض معدٍ إلى مستشفى متخصص، حيث يتم عزله بشكل كامل وتقديم الرعاية الطبية اللازمة، بما يضمن عدم انتشار العدوى بين المخالطين أو داخل المجتمع.
فيروس ماربورج.. خطورة كبيرة وانتشار محدود
ورغم القلق العالمي المرتبط بفيروس «ماربورج» الذي تصل نسبة الوفيات بين المصابين به إلى معدلات مرتفعة، إلا أن خبراء في المناعة يؤكدون أن احتمالات تحوله إلى وباء عالمي ضعيفة للغاية، ويعود ذلك إلى أن الفيروس لا ينتقل عبر الهواء أو الرذاذ مثل فيروس كورونا والإنفلونزا، بل يحتاج إلى عائل وسيط—غالبًا الخفافيش—ثم ينتقل إلى الإنسان عبر ملامسة دم المصاب أو إفرازاته بشكل مباشر.
وتشير التقديرات الصحية إلى أن المصاب لا يُعد ناقلًا للعدوى إلا في المراحل المتقدمة من المرض، والتي تترافق مع نزيف أو إفرازات واضحة، ما يسهم في رصد الحالات وعزلها قبل حدوث انتشار واسع.
كيف يعمل الفيروس داخل الجسم؟
ينتمي فيروس «ماربورج» إلى عائلة فيروس «إيبولا»، ويعمل على مهاجمة الجهاز المناعي وإحداث نزيف داخلي وخارجي شديد، ما يجعل أعراضه خطيرة ويزيد من معدلات الوفيات، رغم عدم امتلاكه القدرة العالية على الانتشار الجماعي.
تشير الإجراءات الوقائية المتخذة إلى استعداد صحي متكامل للتعامل مع أي تهديد وبائي محتمل، في وقت تترافق فيه خطورة فيروس «ماربورج» مع محدودية انتشاره، مما يقلل من فرص تحول المخاوف إلى أزمة صحية واسعة.

