سلط الدكتور محمد فضل الله عضو لجنة أداء ضبط الإعلام الرياضي الضوء على تقنية الفيديو المعروفة بـ var ومستقبل العدالة التحكيمية.
قال الدكتور محمد فضل الله عبر الصفحة الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك: ثورة VAR 2030 كيف سيغيّر الذكاء الاصطناعي مستقبل العدالة التحكيمية في كرة القدم؟.
تابع فضل الله: تمهيد : لم تعد تقنية الفيديو المساعد للحكم (VAR) مجرد أداة تُستخدم عند الضرورة، بل أصبحت ركيزة أساسية في منظومة العدالة التحكيمية الحديثة ، وخلال السنوات القليلة الماضية تحوّلت التقنية من مجرد مراجعة لقطات إلى منظومة شبه متكاملة تُعيد تعريف التحكيم بأكمله تطبيقاً لمبدأ الحياديه المؤسسية الذي تؤكد عليه لوائح الاتحاد الدولي ( FIFA) الذي يرتبط بمنظومه كره القدم كطبيعه اعتباريه وليس طبيعه شخصية.
أضاف فضل الله: مع دخول الذكاء الاصطناعي، والرؤية الحاسوبية، وتتبع الحركة ثلاثي الأبعاد، والأساليب التنبؤية تتجه كرة القدم نحو حقبة جديدة (حقبة VAR 2.0) — حيث تصبح المراجعة أسرع، والقرارات أكثر وضوحًا، والزوايا أكثر دقة، والحيادية أقوى مما كانت عليه، وخلال الخمس سنوات القادمة، لن يكون الحديث عن “تطبيق الفار” بل عن “منظومة تحكيم ذكية” قادرة على تحليل السيناريوهات المعقدة في لحظات، وتقديم توصيات فورية، وتقليل الأخطاء البشرية إلى حدودها الدنيا.
واصل فضل الله: هذه ليست رفاهية تقنية، بل ضرورة تفرضها قيم العدالة، النزاهة، وتطور كرة القدم عالميًا، ولذلك تكمن أحدث التوجهات العالمية في تقنية (VAR) خلال السنوات الخمس القادمة في التالي بيانه :-
وأكمل فضل الله: أولا :- الانتقال إلى تقنية التسلل شبه-الأوتوماتيكية (Semi-Automated Offside) ، حيث سوف تشهد الفترة القادمة بمشيئة الله تعالى تسارعًا كبيرًا في اعتماد نظام التسلل شبه-الأوتوماتيكي المبني على الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي ، هذا النظام يتابع اللاعبين والكرة عبر 12– 16 كاميرا فائقة الدقة، ويحدد لحظة التمرير وموقع اللاعبين في جزء من الثانية.
وأتم فضل الله: النتيجة:
(١)- قرارات أسرع بنسبة تتراوح بين 40 – 60%.
(٢)- تقليل هامش الخطأ البشري.
(٣)- عرض رسوم ثلاثية الأبعاد للجماهير لتعزيز الشفافية.
وأردف فضل الله : هذه التقنية أصبحت معيارًا في كأس العالم وأبطال أوروبا، وستصبح المعيار العالمي في جميع الدوريات الكبرى بحلول 2030 .
وأسهب قائلا: ثانيا :- نظام “VAR الخفيف” للبطولات الصغيرة والمتوسطة ، فالاتجاه الأقوى عالميًا هو توسيع العدالة التحكيمية لتشمل كل البطولات، حتى تلك التي لا يمكنها تحمل تكاليف VAR الكامل.
وقال فضل الله أيضا: لذا تم تطوير أنظمة مبسطة مثل Football Video Support (FVS) التي:
(١)- تعمل بكاميرات أقل.
(٢)- تتيح للمدرب “حق طلب المراجعة” مثل كرة السلة.
(٣)- تركز فقط على أربع حالات: (هدف – ركلة جزاء – طرد مباشر – هوية خاطئة).
هذا التوجه يضمن وصول العدالة إلى جميع مستويات كرة القدم وليس البطولات الكبرى فقط.
واستطرد فضل الله: ثالثاً :- دمج الذكاء الاصطناعي في تفسير الحالات التحكيمية، فالذكاء الاصطناعي سيصبح خلال خمس سنوات “مستشار حكم ذكي” يعمل بجانب غرفة الفار.
وقال فضل الله أيضا: ماذا يعني ذلك؟
(١)- تحليل حركة اللاعبين لحظيًا.
(٢)- اكتشاف التلامس وتحديد القوة والاتجاه.
(٣)-!تفسير حالات معقدة مثل لمسة اليد، أو العرقلة غير الواضحة.
(٤)- تقديم توصية للحكم مع شرح مرئي.
فالـAI لن يتخذ القرار، لكنه سيقدم تحليلًا عالي الدقة يقلل من الجدل، ويرفع جودة التقدير التحكيمي.
وأضاف فضل الله: رابعاً :- إدخال كاميرات الحكام (Ref-Cam) لزيادة الشفافية ، فدوريات مثل Serie A بدأت بتجارب وضع كاميرات على أجسام الحكام (Body-Cam).
وأشار فضل الله إلي أن التوقع العالمي أن يصبح هذا الاتجاه جزءًا من منظومة VAR بهدف:
(١)- تقديم عنوان بصري مباشر من زاوية الحكم.
(٢)- إظهار الظروف الحقيقية لحظة اتخاذ القرار.
(٣)- تحسين تدريب الحكام عبر تحليل سلوكياتهم داخل الملعب.
(٤)-! ستصبح Ref-Cam أداة مطلوبة في النهائيات والمباريات الكبرى.
واصل: خامساً :- توسيع صلاحيات VAR لتشمل قرارات جديدة
(١)- مراجعة الركنيات.
(٢)-مراجعة البطاقات الصفراء الثانية.
(٣)-! تدخلات في حالات اللعب الهجومي المعقد.
هذا التوجه سيجعل (VAR) لاعبًا رئيسيًا في حماية العدالة، ويزيل الكثير من الفجوات القانونية التي ما زالت خارج نطاق صلاحياته.
وقال فضل الله: سادسا :-تطبيق عالمي شامل في الدوريات والبطولات الصاعدة ، فبدلًا من أن تظل التقنية حكرًا على أوروبا وبطولات النخبة، سيحدث ما يلي:
(١)- إدخال أنظمة اقتصادية مناسبة للدول النامية.
(٢)- دعم من FIFA وCAF وAFC عبر برامج تطوير.
(٣)-! تجهيز ملاعب التدريب والأكاديميات بأنظمة فار صغيرة لأغراض التطوير وليس فقط للمباريات وهذا التحول سيكون ثورة في نزاهة البطولات الإفريقية والآسيوية والعربية.
واختتم فضل الله حديثه قائلا: سابعا :- أفضل الممارسات العالمية في تطوير وتطبيق تقنية الفار
(١)- الشفافية الكاملة في القرارات ، من خلال بث اللقطات للجماهير والشرح الصوتي للحكم كما تفعل بطولات الرجبي والكريكيت ، وهذا يقلل الجدل ويرسخ الثقة.
(٢)-!الجمع بين تدريب الحكام + تدريب الفنيين
فتقنيه (VAR) ليست “كاميرات” فقط، بل هو فريق متكامل يجب أن يكون على مستوى قانوني وتكنولوجي عالي.
(٣)- التدرّج في التطبيق قبل الإطلاق الرسمي
- أفضل الدوريات تطبق التقنية أولًا في:
- مباريات ودية
- دوري الرديف
- بطولات الفئات السنية
ثم تنقلها للدوري الأول.
(٤)-!تحديث القوانين قبل تحديث التكنولوجيا
التقنية يجب أن تكون أداة لخدمة القانون، وليس العكس، ولذلك يجب توحيد التعريفات مثل: “اليد الطبيعية – خط التسلل – التدخل المؤثر”.
(٥)- تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي هجينة بين الحكم والفريق الفني من خلال الاعتماد على AI لتصفية الحالات، لكنه لا يصدر القرار — بل يرفع جودة المعلومات للتحكيم البشري.






