أصدرت وزارة الأوقاف منشورًا عبر منصتها الإلكترونية تحذر فيه من مخاطر مخدر الجوكر المعروف علميًا باسم الكانابيتويدات الاصطناعية، مؤكدة أنه يشكل تهديدًا بالغًا لحفظ النفس والعقل، وهما من المقاصد الأساسية في الشريعة الإسلامية.
وأوضحت الوزارة أن هذه المواد الكيميائية المصممة كيميائيًا تتخفى تحت أسماء مضللة لتبدو آمنة، لكنها في حقيقتها مدمرة وتفوق تأثير الحشيش الطبيعي مرات عديدة، وتشكل خطرًا على الفرد والمجتمع معًا.
وأشار المنشور إلى أن مخدر الجوكر يصنع بوضع هذه المواد على نباتات جافة، ويؤثر على الدماغ بقوة غير متوقعة بسبب تركيبته الكيميائية المتغيرة باستمرار، مما يؤدي إلى أعراض حادة تصل أحيانًا إلى الهلاك.
كما أن هذه المواد غالبًا ما تفلت من اختبارات الكشف عن المخدرات، مما يضاعف من جاذبيتها للشباب المتعاطين، ويجعلها تهديدًا مباشرًا للصحة العامة.
وتاريخيًا، بدأت الكانابيتويدات الاصطناعية بالانتشار في أوروبا منذ عام 2004 تحت مسمى "سبايس"، وزُعم أنها أعشاب طبيعية، لكنها كانت في الأصل مركبات صُنعت لأغراض البحث العلمي منذ الثمانينيات، وامتازت بفعالية تفوق مركب THC الطبيعي بمئات المرات. ومع فرض حظر قانوني عليها في 2010 وما تلاه، عمد المصنعون إلى تعديل صيغها الكيميائية باستمرار لإنتاج أجيال جديدة بمئات الأنواع، ما يجعل تأثيرها غير متوقع ومهددًا للحياة.
كما أكدت الوزارة أن هذه المخدرات تصيب الدماغ بمستقبلات مشابهة لتلك التي يتفاعل معها الـ THC، لكنها أقوى بكثير، ما ينتج عنه تأثيرات شديدة ومفاجئة تصل من الهلوسة العنيفة إلى الفشل العضوي المفاجئ، وتهدد العقل والنفس في الوقت نفسه، وهو ما يجعل استخدامها محرّمًا شرعًا، استنادًا إلى قاعدة حفظ الضروريات الخمس، وخاصة حفظ العقل والنفس.
وشددت الأوقاف على أن التعاطي أو الترويج لمثل هذه المخدرات يترتب عليه إفساد المجتمع وتبديد الأموال، ويعد من الكبائر وضروب الإفساد في الأرض، مشيرة إلى ضرورة تكثيف التوعية والرقابة القانونية.



