توجت مسيرة التطوير المتسارعة التي تشهدها الموانئ المصرية بإنجاز عالمي جديد، بعدما حصل ميناء السخنة على شهادة موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية كأعمق حوض ميناء منشأ على اليابسة بعمق 19 مترًا، في خطوة تعكس التحول النوعي في قطاع النقل البحري وتعزز مكانة مصر على خريطة التجارة العالمية.
وخلال زيارته للميناء، تسلم الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، الشهادة رسميًا، مؤكدًا أن هذا الإنجاز ثمرة إرادة سياسية واعية، وجهود وطنية خالصة شارك فيها مئات من الشركات والعمال والمهندسين المصريين، ضمن رؤية شاملة تستهدف تحويل ميناء السخنة إلى ميناء محوري عالمي وبوابة رئيسية للصادرات والواردات المصرية.
ميناء السخنة يدخل جينيس بأعمق حوض ميناء منشأ على اليابسة
قال الخبير الاقتصادي علي الإدريسي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن إدراج ميناء العين السخنة في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأعمق حوض ميناء صناعي منشأ على اليابسة لا يقتصر على كونه إنجازًا رمزيًا، بل يحمل دلالات اقتصادية مباشرة ومكاسب حقيقية على مستوى التجارة والاستثمار.
وأكد الإدريسي أن العمق التشغيلي الكبير للميناء يمنحه ميزة تنافسية مهمة، تتمثل في قدرته على استقبال السفن العملاقة، ما يسهم في خفض تكلفة النقل البحري وتعظيم اقتصاديات الحجم، وهو ما ينعكس إيجابًا على تنافسية الصادرات المصرية، ويقلل من كلفة الواردات خاصة السلع الاستراتيجية والخامات الصناعية.
رقم جينيس يحمل مكاسب تجارية واستثمارية حقيقية
وأوضح أن هذا الإنجاز يعزز من جاذبية ميناء العين السخنة لدى الخطوط الملاحية العالمية، ويدعم توجهه ليصبح مركزًا إقليميًا للتداول والترانزيت، مستفيدًا من موقعه الاستراتيجي المرتبط بقناة السويس والمنطقة الاقتصادية المحيطة بها.
وأضاف أن زيادة حركة السفن وتداول البضائع داخل الميناء ستؤدي إلى نمو الإيرادات التشغيلية، وفتح آفاق أوسع للاستثمار في الأنشطة اللوجستية والصناعات المكملة، بما يخلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
جينيس أداة ترويج دولية تعزز ثقة المستثمرين في البنية التحتية المصرية
وأشار الإدريسي إلى أن شهادة موسوعة جينيس تمثل أداة ترويج دولية فعالة ومنخفضة التكلفة، تعزز ثقة المستثمرين الأجانب في كفاءة البنية التحتية المصرية، وتؤكد قدرة الدولة على تنفيذ مشروعات كبرى وفقًا للمعايير العالمية.
وشدد على أنه في ظل التنافس الإقليمي المحتدم بين الموانئ، يمنح هذا التميز مصر أفضلية نسبية مهمة، تدعم استراتيجيتها للتحول إلى مركز لوجستي وصناعي عالمي، قادر على خدمة التجارة الدولية وسلاسل الإمداد بكفاءة عالية.

