قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أبو الغيط: الفلسطينيون ما زالوا يواجهون آثار مجـ.ـزرة وحشية امتدت لعامين

أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن إعادة المجتمع في قطاع غزة إلى الحياة الطبيعية تمثل أولوية اجتماعية وإنسانية لا تحتمل التأجيل، مشددًا على أن إسناد الفلسطينيين ودعم صمودهم في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية يُعدّ أحد أنجع أشكال المقاومة وأكثرها تأثيرًا في مواجهة محاولات التهجير ومحو الوجود التاريخي للشعب الفلسطيني.

جاء ذلك في كلمة معاليه خلال افتتاح أعمال المؤتمر العربي رفيع المستوى حول تنفيذ الإعلان الصادر عن مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، والذي عُقد في المملكة الأردنية الهاشمية يوم 17 ديسمبر 2025، بحضور دولة الدكتور جعفر حسان رئيس مجلس الوزراء الأردني، ووفاء بني مصطفى وزيرة التنمية الاجتماعية الأردنية، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية، رئيس المجلس التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، إلى جانب عدد من الوزراء العرب ورؤساء الوفود وممثلي وكالات الأمم المتحدة.

الفلسطينيون بواجهون آثار مجزرة وحشية

وفي مستهل كلمته، توجه الأمين العام لجامعة الدول العربية بالشكر إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ملكًا وحكومةً وشعبًا، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، معربًا عن تقديره للدور الأردني الداعم للعمل العربي والدولي المشترك، وحرص القيادة الأردنية على استضافة الفعاليات العربية والدولية المهمة.

وأشار أبو الغيط إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل تحديات غير مسبوقة تشهدها المنطقة العربية، وعلى رأسها استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الفلسطينيين ما زالوا يواجهون آثار مجزرة وحشية امتدت لعامين، وفاقت في قسوتها وتجردها من القيم الإنسانية والأخلاقية والقانونية كل تصور.

وأوضح أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة لا تزال بالغة القسوة، حيث يواجه السكان برد الشتاء وأمطاره، ويموت الأطفال من شدة البرد، فيما تعيش آلاف الأسر في أوضاع نزوح وتشريد داخلي، في ظل محاولات الاحتلال تفريغ وقف إطلاق النار من مضمونه، والتنصل من التزاماته، ضاربًا بالإرادة الدولية عرض الحائط، ومواصلًا سياسات العقاب الجماعي بلا أفق زمني.

وأكد الأمين العام أن إمكانيات الأمة العربية، رغم تنوعها وضخامتها، يجب أن تُسخّر لخدمة هدف نبيل يتمثل في إسناد الفلسطينيين وإعادة بناء مجتمعهم الذي تمزق نسيجه ودُمرت مؤسساته، مشيرًا إلى أن آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية لا تزال محتجزة، ولا يُفرج منها إلا عن القليل الذي لا يكفي للإعاشة أو التعافي المبكر، فضلًا عن الدمار شبه الكامل الذي طال قطاعات الصحة والتعليم.

وشدد أبو الغيط على أن الإرادة الفلسطينية ستظل أقوى من بطش الاحتلال، مؤكدًا أن دعم صمود الفلسطينيين هو واجب عربي وإنساني لا يقبل المساومة.

وفي الشق التنموي، أوضح الأمين العام أن جامعة الدول العربية، عبر مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، بادرت بإعداد الأولويات العربية للقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، وذلك خلال المؤتمر الوزاري الذي عُقد في تونس منتصف عام 2025، وبالتنسيق مع المغرب وبلجيكا كميسرين لإعداد مسودة إعلان القمة، إلى جانب أدوار فاعلة لكل من العراق ومصر، وهو ما أسفر عن تضمين معظم الأولويات العربية في إعلان الدوحة الصادر عن القمة.

وأكد أن المؤتمر الحالي يمثل نقطة الانطلاق العربية لتنفيذ مقررات القمة العالمية، معربًا عن أمله في أن يتضمن بيان عمّان المرتقب خطوات تنفيذية واضحة وجداول زمنية محددة، تنطلق من الأولويات العربية، وتنسجم مع الرؤية العربية 2045 التي أقرتها القمة العربية التنموية في بغداد باعتبارها مسارًا استراتيجيًا طويل المدى للتحول الاجتماعي.

وأوضح أن الرؤية العربية 2045 تضع الإنسان العربي في قلب العملية التنموية، باعتباره وسيلتها وغايتها النهائية، وتسعى إلى بناء مجتمعات عادلة وشاملة تقوم على الإنصاف وعدم الإقصاء، وتعزز الاقتصاد التضامني القائم على الرقمنة والابتكار وخلق فرص العمل وتحقيق العدالة الاجتماعية.

كما أشار أبو الغيط إلى عدد من المبادرات العربية المهمة، من بينها اعتماد "العقد العربي للأشخاص ذوي الإعاقة"، والإطار الاستراتيجي العربي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد، والاستراتيجية العربية لكبار السن، ووثيقة العقد الاجتماعي الجديد، مؤكدًا أنها تشكل منظومة متكاملة لدعم مسار التنمية الاجتماعية المستدامة.

وفي السياق ذاته، ثمّن الأمين العام استضافة الأردن لـ المركز العربي لدراسات السياسات الاجتماعية والقضاء على الفقر متعدد الأبعاد، معتبرًا إياه آلية فنية إقليمية مهمة لدعم جهود التنمية، داعيًا إلى توفير الدعم المالي والفني اللازم لتمكينه من أداء مهامه على الوجه الأكمل.

وفي ختام كلمته، شدد أبو الغيط على أن جميع هذه الجهود يجب أن تنعكس بشكل مباشر على حياة المواطن العربي، من حيث الرفاه وجودة الحياة والشعور الحقيقي بثمار التنمية، معربًا عن ثقته في أن يخرج بيان عمّان بخطط ومسارات عملية يكون المواطن العربي محورها وأداتها وغايتها في آن واحد.