قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الاحتباس الحراري يحول أنهار ألاسكا إلى اللون الأحمر

تحول أنهار ألاسكا إلى اللون الأحمر
تحول أنهار ألاسكا إلى اللون الأحمر

كشف تقرير علمي حديث أن الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة وكميات الأمطار في القطب الشمالي خلال العام الماضي أدى إلى ذوبان متسارع للتربة الصقيعية، ما تسبب في تلوث أكثر من 200 نهر في شمال ألاسكا بمواد معدنية سامة، مهددًا النظم البيئية ومصايد سمك السلمون الحيوية في المنطقة.

ووفق التقرير، الذي أعده عشرات العلماء من مؤسسات أكاديمية وهيئات حكومية بالتنسيق مع الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، شهدت المنطقة القطبية بين أكتوبر 2024 وسبتمبر 2025 أعلى درجات حرارة سطحية منذ بدء تسجيل البيانات قبل 125 عامًا، إلى جانب مستويات قياسية من الأمطار والثلوج.

ذوبان التربة الصقيعية

وأوضح العلماء أن ذوبان التربة الصقيعية، التي تغطي مساحات شاسعة من القطب الشمالي، أدى إلى تسرب معادن طبيعية مخزنة في التربة إلى المجاري المائية، ما تسبب في تغير لون العديد من الأنهار إلى الأحمر أو البرتقالي، في ظاهرة وصفها الباحثون بـ«صدأ الأنهار».

وأشار باحثون في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أن هذه الظاهرة رصدت حتى الآن في أكثر من 200 حوض نهري شمال سلسلة جبال بروكس في ألاسكا، وهي مناطق تعد من أكثر البيئات الطبيعية نقاءً، ولا تشهد أنشطة تعدين أو تدخلًا بشريًا كثيفًا.

وبينت التحاليل الميدانية أن ذوبان الجليد كشف رواسب طبيعية من معدن البيريت (كبريتيد الحديد)، والتي تتفاعل مع الهواء والمياه مسببة عمليات أكسدة تطلق عناصر سامة مثل الألومنيوم والنحاس والزنك إلى الأنهار. 

نفوق الحشرات

كما أدت هذه التفاعلات إلى زيادة حموضة المياه، ما تسبب في نفوق الحشرات والكائنات المائية الصغيرة التي تشكل أساس السلسلة الغذائية للأسماك.

وسجل التقرير حادثة لافتة في متنزه وادي كوبوك الوطني خلال صيف 2024، حيث تحوّل أحد الأنهار من مياه صافية إلى أخرى برتقالية خلال فترة قصيرة، ما أدى إلى نفوق جميع الأسماك والكائنات المائية فيه.

ورغم عدم تسجيل تلوث مباشر في لحوم الأسماك حتى الآن، يؤكد العلماء أن استمرار هذه الظاهرة قد يشكل تهديدًا خطيرًا لمصايد السلمون في حال امتدادها إلى أنهار كبرى مثل نهر يوكون، الذي يعد شريانًا أساسيًا لصناعة سلمون تقدر قيمتها بأكثر من 540 مليون دولار سنويًا في ألاسكا.

ويحذر الخبراء من أن ارتفاع حرارة القطب الشمالي، الذي يسخن بوتيرة تقارب ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي منذ عام 1980، لا يهدد البيئة المحلية فحسب، بل قد تكون له تداعيات واسعة على النظام المناخي والبيئي لكوكب الأرض بأكمله.