أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نحو 80 ألف شخص لقوا حتفهم خلال رحلات الهجرة حول العالم منذ عام 2014، في حصيلة صادمة تعكس حجم المأساة الإنسانية المرتبطة بالهجرة غير الآمنة، وتسلط الضوء على الثمن الباهظ الذي يدفعه المضطرون بحثًا عن الأمان أو لقمة العيش.
وقالت المنظمة، في بيان بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين، إن معظم الضحايا لم يتم التعرف على هوياتهم، ما يترك عائلاتهم في حالة انتظار مؤلم وغموض دائم، مؤكدة أنه “لا ينبغي لأي رحلة أن تنتهي بمأساة”. ودعت إلى ضمان هجرة “آمنة ومنظمة ومشرفة”، مع حماية الحقوق الصحية للمهاجرين ومنع المزيد من الوفيات التي يمكن تجنبها.
أرقام صادمة
وتكشف الأرقام أن طرق الهجرة لا تزال شديدة الخطورة، سواء عبر البر أو البحر. فبحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة، سجلت أكثر من 350 حالة وفاة للمهاجرين منذ بداية عام 2025 وحتى أوائل أغسطس فقط، وهي أرقام أولية مرشحة للارتفاع مع استكمال عمليات التوثيق، في ظل وجود أعداد كبيرة من المفقودين لم يحسم مصيرهم بعد.
وتشير المنظمة إلى أن الواقع قد يكون أكثر قتامة بسبب صعوبات الرصد والتسجيل، خاصة في المناطق النائية أو مسارات التهريب غير النظامية.
البحر الأبيض المتوسط الأخطر
وتعد حوادث الغرق السبب الرئيسي لوفاة المهاجرين، إلى جانب أسباب أخرى تشمل العنف، والحوادث البرية، والتعرض لظروف مناخية وبيئية قاسية، مثل العطش والبرد الشديد وغياب الرعاية الطبية. وتبرز منطقة البحر الأبيض المتوسط بوصفها أحد أخطر مسارات الهجرة في العالم، حيث تتكرر المآسي لقوارب مكتظة تفتقر لأبسط معايير السلامة، في محاولة للوصول إلى السواحل الأوروبية.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه الخسائر البشرية يعكس فشلًا دوليًا في معالجة جذور الهجرة، المتمثلة في النزاعات المسلحة، والفقر، والاضطرابات السياسية، والتغير المناخي. كما يسلط الضوء على الحاجة إلى سياسات أكثر إنسانية توازن بين إدارة الحدود وحماية الأرواح، بدل الاكتفاء بإجراءات أمنية تدفع بالمهاجرين إلى طرق أشد خطورة.