قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

توقف الأرض عن الدوران البطيء.. سر جيولوجي يحير العلماء لمليار عام

الأرض
الأرض

في اكتشاف علمي لافت يعيد رسم ملامح تاريخ كوكبنا، كشف فريق بحثي دولي بقيادة عالم الجيوفيزياء روس ميتشل من الأكاديمية الصينية للعلوم عن ظاهرة استثنائية، تمثلت في ثبات طول اليوم على كوكب الأرض عند نحو 19 ساعة لما يقرب من مليار سنة، في توقف غير مسبوق لعملية التباطؤ الطبيعي لدوران الأرض.

سجل الصخور يكشف لغز الزمن

وبحسب ما أورده موقع ديلي جالكسي، اعتمد الفريق العلمي على تحليل عشرات التقديرات التاريخية لطول اليوم، المستخلصة من طبقات الصخور الرسوبية التي تغطي نحو 2.5 مليار سنة من عمر الأرض، باستخدام تقنية علمية دقيقة تعرف بعلم الطبقات الدائري (Cyclostratigraphy).

 

توازن نادر بين قوى متعارضة

وأظهرت النتائج أن دوران الأرض لم يتباطأ بشكل منتظم كما كان يعتقد سابقا، بل دخل في حالة توازن نادرة بين قوتين متضادتين؛ الأولى هي المد والجزر القمري الذي يعمل على إبطاء دوران الكوكب، والثانية المد والجزر الجوي الناتج عن تأثير الشمس، والذي يسهم في تسريع هذا الدوران.

 

مليار سنة من الجمود الدوراني

وقال روس ميتشل إن “طول يوم الأرض توقف عن الزيادة طويلة الأمد واستقر عند نحو 19 ساعة تقريبًا خلال الفترة ما بين مليار وملياري سنة مضت”، موضحا أن هذا التوازن الفريد أدى إلى حالة من الجمود الدوراني استمرت لما يقرب من مليار سنة، في ظاهرة غير مسبوقة بتاريخ الأرض الجيولوجي.

 

تأثيرات مباشرة على الأكسجين والحياة

ولم يقتصر أثر هذا الاستقرار على حركة الكوكب فحسب، بل امتد إلى الغلاف الجوي ومستويات الأكسجين الحيوي ففي تلك الحقبة، كان المصدر الرئيسي للأكسجين هو حصائر السيانوبكتيريا التي عاشت في قيعان البحار الضحلة.

 

الأيام القصيرة أخرت الحياة المعقدة

وأوضحت دراسة نشرتها مجلة Nature Geoscience أن قِصر مدة الأيام آنذاك حد من إنتاج الأكسجين، بل إن بعض الميكروبات كانت تستهلك الأكسجين بمعدلات تفوق إنتاجه، ما أسهم في بقاء مستوياته منخفضة لمئات الملايين من السنين، وربما أدى إلى تأخير ظهور أشكال الحياة المعقدة على كوكب الأرض.

 

الأرض لا تزال تتغير

ورغم انتهاء هذا التوازن منذ ملايين السنين، فإن دوران الأرض لا يزال يشهد تغيرات طفيفة.

وتشير القياسات الحديثة باستخدام الساعات الذرية إلى أن طول اليوم يتأثر سنويا بعوامل متعددة، من بينها الرياح، والتيارات البحرية، والعمليات الداخلية للأرض.

 

تذبذبات دورية من أعماق الكوكب

كما كشفت دراسة سابقة لجامعة ليفربول، غطت الفترة من 1962 إلى 2012، أن دوران الأرض يخضع لتذبذبات منتظمة كل 5.9 سنوات، إلى جانب تغيرات مفاجئة مرتبطة بالاهتزازات المغناطيسية الأرضية الناتجة عن تحركات في اللب الخارجي السائل للكوكب.

 

رؤية جديدة لتاريخ الأرض

ويؤكد هذا الاكتشاف أن الأرض لم تتوقف يومًا عن التغير، وأن أعماقها الداخلية تلعب دورا محوريا ومستمر في تحديد طول أيامنا، ما يفتح آفاقا جديدة لفهم التاريخ الديناميكي للكوكب وتطوره عبر مليارات السنين.