قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

علي جمعة: المناجاة سبب عظيم لاستجابة الدعاء

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المناجاةُ سببٌ عظيمٌ لاستجابة الدعاء؛ فقد كان رسولُ الله ﷺ يناجي ربَّه ليلًا ونهارًا، يعلّمنا كيف نعبد ربَّنا وكيف نأنس به. 

وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن المناجاة هي لحظاتُ صفاءٍ تَسمو فيها الروح، ويشرق القلب، وتَرقّ المشاعر، ولها لذّةٌ لو علمها الملوك لقاتلونا عليها؛ غير أن كثيرًا من الناس حُرموا خيرَها لغفلتهم عن أركانها.

وأشار إلى أن المناجاة خمسة أركان:

1. الإخلاص: أن تُخرج السِّوى من قلبك، ولا يبقى فيه إلا الله، فلا تسأل إلا الله، ولا تستعين إلا به، عملًا بقوله تعالى: ﴿وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾، وامتثالًا لقول النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات»، و«إذا سألتَ فاسألِ الله… رُفعت الأقلام وجفّت الصحف»؛ فالإخلاص مبدؤه ومنتهاه توحيدٌ خالص.

2. الدوام والاستمرار: أحبُّ الأعمال إلى الله أدومُها وإن قلّ، فخذ من العمل ما تطيق، ولا تكن ممن يعمل زمنًا ثم يترك؛ فإن القليلَ الدائم يربي الصدق مع الله ويقرّب إجابة المناجاة.

3. التدبّر والتأمّل: أن تُحدّث ربك بعد تفكُّرٍ وتدبُّر؛ فالمناجاة لا تنفصل عن التدبر في "كتاب الله المسطور"  وهو القرآن، وعن التفكر في “كتاب الله المنظور” وهو الكون، وفي نعم الله وآياته؛ إذ المراد أن يتقدّم الوعيُ قبل السعي، كما نبّه الغزالي إلى أن الفكر مفتاح الأنوار وشبكة العلوم. 

4. القلب الضارع: أن تناجي ربك بما في قلبك؛ تشكو له، وترجوه، وتتوسّل إليه، وتطلب منه بتضرّعٍ وصدق.

5. السِّرِّيّة: فالمناجاة سرٌّ بين العبد وربه لا يطّلع عليه أحد.

فإذا تحققت هذه الأركان عاد العبد إلى الله، فاستجاب له، فازداد إيمانه قوةً وصلابة. والمناجاةُ أوسع من الدعاء؛ فالدعاء قد يكون في الصلاة أو خارجها، أما المناجاة فهي خلوةٌ مع الله تشتمل على الدعاء، وقراءة القرآن، والتفكر والتدبر، والحديث مع الله؛ ولذلك عدّها أهلُ الله منزلةً عاليةً: «أهل الحديث مع الله»، وهي أرفع من الذكر والتلاوة والدعاء والخلوة لأنها تجمعها جميعًا.

إلهي… أقمتنا في دار الدنيا للابتلاء وأنت غنيٌّ عنا، فارفق بنا فيما قضيته علينا بما عوَّدتنا من رحمتك.