قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الأوقاف ترد على المشككين في معجزة الإسراء والمعراج بالشرع والعقل

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف

قالت وزارة الأوقاف إن بعض المشككين يرفضون معجزة الإسراء والمعراج بزعم مخالفتها للقوانين الطبيعية، معتبرين أن انتقال النبي من مكة إلى بيت المقدس ثم إلى السموات العلا وعودته في ليلة واحدة أمر يستحيل وقوعه وفق المقاييس المادية المعروفة.

وأضافت عبر منصتها الإلكترونية أن هذه الشبهة تقوم على فهم قاصر لطبيعة المعجزة، حيث يصور المشككون الحدث على أنه خاضع لقوانين البشر والزمان والمكان، في حين أن المعجزات في أصلها خوارق للعادة، ودلائل على القدرة الإلهية المطلقة التي لا تقف عند حدود العقل البشري ولا تخضع لقوانين الطبيعة.

وأوضحت وزارة الأوقاف أن الرد المختصر على هذه الشبهة يتمثل في أن الإسراء والمعراج معجزة إلهية خالصة، والمعجزة بطبيعتها تتجاوز القوانين المألوفة، ولو خضعت للمنطق المادي المعتاد لما كانت معجزة، مؤكدة أن الله سبحانه وتعالى أيّد نبيه بهذه الآية العظيمة، وأثبت وقوعها في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة المتواترة، مما يجعل الإيمان بها واجبًا على كل مسلم.

وبيّنت الوزارة في ردها التفصيلي أن الاعتراض على كثرة الأحداث التي وقعت في زمن قصير ناتج عن الخلط بين ما هو خارق للعادة وما هو مستحيل عقلاً، فالمعجزة لا تناقض العقل، لكنها تخالف العادة، وتُظهر سلطان الله المطلق على الكون والزمان والمكان. وأشارت إلى أن ما يراه الإنسان مستحيلاً في إطار قدرته المحدودة، لا يكون مستحيلاً في إطار القدرة الإلهية التي لا يعجزها شيء.

ولفتت وزارة الأوقاف إلى أن القرآن الكريم قدّم نماذج واضحة تؤكد تحكم الله في الزمن، مستشهدة بقصة العزير عليه السلام، حين أماته الله مائة عام ثم بعثه، فبقي طعامه وشرابه دون تغيير بينما تحلل حماره، وهو ما يدل على أن الله قادر على إيقاف الزمن على شيء وإطلاقه على آخر. 

كما استشهدت بقصة أصحاب الكهف الذين لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعًا، بينما ظنوا عند استيقاظهم أنهم لبثوا يومًا أو بعض يوم، في دلالة واضحة على أن الزمن بيد الله وحده.

وأكدت الوزارة أن هذه الأمثلة القرآنية ترفع الاستغراب عن معجزة الإسراء والمعراج، وتوضح أن رحلة النبي  وقعت خارج حدود الزمان والمكان المعهودين، وأن الله سبحانه وتعالى أخرجه من القيود الزمنية، فكانت عودته إلى فراشه قبل أن يبرد أمرًا مفهومًا في إطار القدرة الإلهية المطلقة.

وأضافت وزارة الأوقاف أن الحكمة من كون الرحلة وقعت في جزء من ليلة لا تعود إلى قطع المسافات، وإنما إلى ما تخللها من مشاهد عظيمة، ورؤى كبرى، ولقاءات مع الأنبياء، واطلاع النبي على آيات الله في ملكوت السموات، فضلًا عن التكريم الإلهي الذي خصه الله به، مؤكدة أن هذه المشاهد هي التي استغرقت زمن الرحلة، لا الانتقال ذاته.

وشددت الوزارة على أن إنكار الإسراء والمعراج ليس اعتراضًا على شخص النبي ، وإنما هو اعتراض ضمني على قدرة الله سبحانه وتعالى، الذي قال في كتابه الكريم: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا﴾، مؤكدة أن قدرة الله لا يحدها زمن ولا مكان، وأنه المقدر لكل شيء.

وأكدت وزارة الأوقاف على أن معجزة الإسراء والمعراج آية باقية تدل على عظمة الله وتكريمه لنبيه ، وأنها دليل قاطع على أن المعجزات خارقة للعادة، وأن الإيمان بها إيمان بقدرة الله المطلقة التي لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء.