تلقى الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، تساؤلًا من أحد المتابعين يعاني من متاعب صحية متكررة كالبرد والصداع، يستفسر فيه عن حكم رشّ الملح داخل الشقة أو في أرجاء المنزل بنية دفع الحسد والعين ورفع المرض والتعب، وهل يُعد ذلك محرمًا أم لا.
وخلال لقاء تلفزيوني، بيّن الشيخ محمد كمال أن فعل رش الملح بذاته لا يدخل في دائرة التحريم، ولا يوجد نص شرعي ينهى عنه أو يمنعه، موضحًا أن هذا السلوك يندرج ضمن ما يُعرف بالمجرَّبات، وهي أمور يعتمدها بعض الناس بناءً على ما يعتقدون أنهم لمسوا له أثرًا.
وأشار أمين الفتوى إلى أن الإباحة هنا مرتبطة بسلامة الاعتقاد، مؤكدًا أن النفع والضر بيد الله سبحانه وتعالى وحده، وأن ما يصيب الإنسان من مرض أو تعب إنما يقع بقضاء الله وقدره.
وأضاف أنه إذا لجأ الشخص إلى ذلك على سبيل التجربة فقط، مع يقينه التام بأن الشفاء من عند الله وليس من الملح، فلا حرج عليه شرعًا، ويظل الفعل مباحًا دون إثم.
هل تناول مشروبات الطاقة حرام ؟
أجاب الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على تساؤل يتعلق بحكم تناول مشروبات الطاقة وغيرها من المشروبات التي قد يكون لها تأثير على صحة الإنسان، موضحًا أن الشريعة الإسلامية وضعت أصلًا قرآنيًا عظيمًا يُبنى عليه هذا الحكم، وهو قول الله تعالى: «ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، مشيرًا إلى أن هذا المبدأ يؤسس لعدة أحكام فقهية متعلقة بكل ما يدخل جوف الإنسان من طعام أو شراب.
وأوضح أمين الفتوى خلال لقاء تلفزيوني اليوم الخميس، أن كل ما يتناوله الإنسان من مأكولات أو مشروبات، سواء كانت مشروبات طاقة أو غيرها، إذا ثبت أن فيها ضررًا أو أذى أو تؤدي إلى زيادة المرض، فلا يمكن أن يُقال عنها إنها حلال، بل تكون محرمة تحريمًا قاطعًا، مؤكدًا أن جسد الإنسان ليس ملكًا له، وإنما هو أمانة وملك لله عز وجل، يجب الحفاظ عليه وعدم الإضرار به.
وبيّن الدكتور هشام ربيع أن الأمر يختلف إذا كان ما يتناوله الإنسان لا يسبب أي ضرر أو أذى ولا يؤدي إلى زيادة مرض، ففي هذه الحالة لا توجد شبهة شرعية ولا حرمة في تناوله، أما إذا تساوى الأمر بين احتمال الضرر وعدم الضرر، بحيث يكون الضرر محتملًا بنسبة متقاربة، فإن الحكم يكون الكراهة، ويكون البعد عن هذا الأمر أولى وأحسن وأكمل.



