قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شقيق سامح تركي الأكبر يكشف لـ«صدى البلد» في تصريحات خاصة: شقيقي نموذج للأخلاق والشهامة وأب لثلاثة أطفال

سامح تركي
سامح تركي

في صباح هادئ لم يكن يوحي بكارثة، تحولت ترعة المريوطية بمنطقة البدرشين إلى مسرح لمأساة إنسانية هزّت قلوب الأهالي. حادث غرق سيارة ميكروباص في مياه الترعة أسفر عن وفاة ثلاثة أشخاص، لكن وسط الألم والحزن، برز اسم الشاب «سامح» كعنوان للشهامة والتضحية، بعد محاولته البطولية إنقاذ ركاب السيارة قبل أن يلقى حتفه معهم، وفق ما أكده شهود العيان في محضر الشرطة.

تفاصيل الحادث.. لحظات رعب في ثوانٍ
بحسب روايات شهود العيان، فقدت سيارة ميكروباص توازنها وسقطت بشكل مفاجئ في مياه ترعة المريوطية. هرع المارة لمحاولة المساعدة، لكن سرعة التيار وصعوبة الرؤية أعاقت عمليات الإنقاذ. وفي تلك اللحظات الحرجة، لم يتردد الشاب سامح في القفز إلى المياه، محاولًا إنقاذ من بداخل السيارة، غير عابئ بخطورة الموقف أو بحياته الشخصية.

سامح.. شهامة فطرية لا تعرف التردد
تحدث الشقيق محمد تركي، الأكبر للراحل سامح، بحزن ممزوج بالفخر عن أخيه، مؤكدًا أنه كان مثالًا للأخلاق والاحترام. وقال: «سامح كان فطريًا معنا قبل ما يمشي الصبح، غاية في الاحترام، وبيعاملنا أحسن معاملة». وأضاف أن ما فعله سامح لم يكن تصرفًا عابرًا أو وليد لحظة، بل امتدادًا لطبيعته الإنسانية، موضحًا: «دي مش أول مرة، سامح قبل كده أكتر من مرة يشوف موقف زي ده وينزل ينقذ الناس عادي، ربنا يرحمه ويصبرنا».

سيرة حياة قصيرة وقيم كبيرة
أكد الشقيق الأكبر أن سامح كان شابًا ملتزمًا، لا يدخن ولا يتعاطى أي سلوكيات خاطئة، ويحرص على ممارسة الرياضة، ويتمتع بأخلاق عالية وسيرة طيبة بين الجميع. كما أشار إلى أن الفقيد كان متزوجًا ويعول ثلاثة أطفال، بنت وولدين، تركهم خلفه وهم في أمسّ الحاجة إلى حضن الأب الذي ضحى بحياته من أجل الآخرين.

حزن واسع ورسالة صامتة
خيّم الحزن على أهالي المنطقة، الذين ودعوا سامح باعتباره بطلًا حقيقيًا لم يبحث عن شهرة أو مقابل. تحولت قصته إلى رسالة صامتة عن معنى الشهامة والتكافل الإنساني، في وقت باتت فيه مثل هذه القيم نادرة.

رحل سامح جسدًا، لكنه بقي حاضرًا في الذاكرة والقلوب، رمزًا للإنسان البسيط الذي اختار أن يكون بطلًا في لحظة فارقة. حادث المريوطية سيظل فاجعة مؤلمة، لكن بطولة سامح ستبقى شاهدًا على أن التضحية ما زالت حيّة في ضمائر المصريين، مهما اشتدت الظروف.