قضى الدولار الكندي النصف الثاني من 2025 في حالة تراجع واضحة، حيث فقد جاذبيته لدى المستثمرين، إلا أن بيانات الاقتصاد الكلي المتفائلة وتغير النظرة المستقبلية لأسعار الفائدة في كل من كندا والولايات المتحدة دفعت العديد من المحللين إلى التوقع بأن يشهد الدولار الكندي انتعاشة قوية في عام 2026، وفقا لصحيفة "فايننشال بوست".
وقال نيك ريس، مدير أبحاث الاقتصاد الكلي في "مونيكس يوروب ليميتد"، في مذكرة بحثية: "شهدنا تحولًا تدريجيًا لكنه متزايد نحو الإيجابية تجاه الدولار الكندي بعد الارتفاع الأخير في البيانات الاقتصادية". وجاء هذا التفاؤل بعد تسجيل خلق وظائف أعلى من المتوقع في أكتوبر ونوفمبر، إضافة إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث بمعدل 2.6% على أساس سنوي، مقارنة بتوقعات لم تتجاوز 0.5%، ما أدى إلى إعادة تقييم وضع الاقتصاد الكندي ومسار العملة.
وتتوقع "مونيكس" أن يبدأ الدولار الكندي العام الجديد عند مستوى 72 سنتًا أمريكيًا، على أن يختتم 2026 عند 75.9 سنتًا، فيما رجحت "سي آي بي سي" أن تبدأ 2026 عند 72.5 سنتًا وتنتهي عند 74 سنتًا. ويعزو الاقتصاديون جزءًا من الدعم المرتقب إلى استمرار تخفيضات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتقلص الفارق بين أسعار الفائدة في البلدين، وهو عامل ساهم تاريخيًا في تعزيز قيمة الـ"لوني".
وتبقى العملة الكندية في حالة تعافٍ تدريجي، حيث ارتفعت بنسبة 4.7% مقابل الدولار الأمريكي خلال 2025، بعد أن لامست أدنى مستوى لها في عقد تقريبًا عند 68.8 سنتًا مطلع العام، متأثرة بتهديدات التعريفات الجمركية الأمريكية وخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ومع استمرار الإصلاحات النقدية واستقرار السوق، يرى المحللون أن الدولار الكندي أمام فرصة حقيقية للعودة بقوة في 2026.
الدولار الكندي يستعد للعودة في 2026 وسط بيانات اقتصادية قوية