رويترز: لا دموع على مانديلا في منطقة البيض.. بل احترام على مضض

أثارت وفاة نيلسون مانديلا زعيم النضال ضد الفصل العنصري، فيضا من مشاعر الحزن بين كافة أعراق جنوب إفريقيا لكن السكان البيض الذين يقطنون جيب الافريكانز وسط البلاد لم يذرفوا كثيرا من الدمع على رحيل الرجل.
ورغم ذلك ظل مانديلا يحظى بالاحترام حتى في اورانيا حيث تحيط مجموعة صغيرة من الافريكانز نفسها بسياج من العزلة بهدف الحفاظ على ثقافتها ولغتها مهما كان الثمن.
وبعد ساعات من إعلان رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما وفاة مانديلا عن عمر يناهز 95 عاما نزل مواطنون من كل الاعراق إلى الشوارع واستخدموا الانترنت للتعبير عن حزنهم على رحيله والاحتفال بتاريخه المجيد.
وقال رئيس جنوب افريقيا الاسبق فريدريك دي كليرك اخر رئيس ابيض للبلاد والذي ساعد في انهاء نظام الفصل العنصري إن الافريكانز لديهم "مشاعر حميمة للغاية تجاه نيلسون مانديلا" وسيعلنون الحداد عليه. لكن حالة من عدم الاهتمام سادت سكان اورانيا البالغ عددهم نحو 1000 شخص.
وقال كاريل بوشوف رئيس حركة اورانيا وابن مؤسسها "يمكن للمرء ان يتعاطف حقا مع وفاة شخص يعد ابا وزوجا وصديقا لاخرين دون ان يقع في حب ذلك الشخص.
"لكنه (مانديلا) كان شخصا عظيما. نستطيع ان ندرك ذلك ونستطيع ان نرى ذلك وعلى هذا النحو يمكننا التواصل ونقول انه كانت هناك قواسم مشتركة حول هذا الشخص. لقد كان له سحر وحضور اكثر من كثيرين آخرين".
وجلست مجموعة من الشبان في مقهى يحتسون المشروبات وهم يشاهدون قناة تلفزيونية بلغة الافريكانز. وعندما سئلوا عما إذا كانوا يتابعون التغطية الاعلامية لوفاة مانديلا تجاهلوا الأمر ببساطة ولاذوا بالصمت.
وكان مانيلا الذي أصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا عام 1994 بعد أن أمضى 27 عاما في السجن لكفاحة ضد حكم البيض قد اذهل سكان اورانيا عندما زار المنطقة العام التالي لانتخابه كبادرة للمصالحة.