ماذا تفعلين لعلاج طفلك من داء السرقة؟

ماذا تفعلين إذا لاحظت أن ابنك.. يحصل علي أشياء من حقيبة يدك ويحتفظ بها دون علمك؟.
مما لا شك فيه انك تحرصين دائما علي ألا يظهر طفلك في صورة (السارق) وبناء عليه ينصحك علماء النفس (وفقا لما جاء في دليل الوالدين إلي تنمية الطفل) بألا تولي هذا الموضوع اهتمامًا زائدًا في سن ما قبل المدرسة بل من الأفضل لك وله عزيزتي الأم أن تحاولي وضع بعض القواعد والأسس وتجعليها ميثاق لحياتك عند التعامل معه.. مثل لا يحضر أي شيء من منزل الآخرين دون استئذان أيضا والتأكيد عليه باستمرار أن يستأذن الكبار في الاحتفاظ بأي شيء يجده.
حاولي ألا تكوني متزمتة خاصة فيما يتعلق بـ(النقود).. وان تكون ثورتك عارمة تجاه نقص مبالغ منك.. وان تقابلي هذه الثورة بهدوء وسلبية عندما تكتشفي اختفاء أشياء بسيطة مثل (منديل) مثلا.. علماء النفس عزيزتي لا يفرقون هنا بين نوع وقيمة (المسروقات) ولكنهم يؤكدون عليك أن المبدأ لا يتجزأ.. والعقاب لابد أن يكون واحدا.. واضحا.. صارما.. فإذا عزمت علي العقاب وحرمانه من الفسحة مثلا.. يكون في كلتا الحالتين.. وذلك حتى لا تحدث لديه بلبلة اهتزاز في القيم والحكم عليها.
وبالتالي عزيزتي.. لابد من معرفة الأسباب الحقيقية وراء سلوكيات ابنك.. فلا تدعي الأمور تمر مرور الكرام.. معتقدة أنها ظروف طارئة سرعان ما تنتهي وتمر .. كلا يا عزيزتي علماء النفس يقولون لك إن طفلك الذي لديه الرغبة في جمع الأشياء الخاصة بالآخرين ويخبئها بعيدًا عنهم.. قد يكون لديه مشاكل عاطفية.. وهو هنا وبطريقة رمزية.. يحاول أن يأخذ شيئًا يشعر داخليًا أنه محروم منه.. فد يكون مثلاً مفتقد الحب.. العطف.. الانتماء.. ولذلك عزيزتي فبدلاً من الغضب والعنف.. وتجعليه يشعر بالخزي والندم.. حاولي أن توفري له كل ما يحتاجه أو ما افتقده معنويًا (من وجهة نظره هو).. وإذا لم تستطيعي مساعدته وإذا استمر هو في السرقة.. فعليك مراقبته من بعد.. ووضع أشياء غير مهمة في طريقة تارة.. وتارة أخري تعمدي أن تضعي مثلا نقودا أو حتي بعض المتعلقات الخاصة.. بل والثمينة حققي معه مبدأ (الممنوع.. مرغوب).. فكل ما كانت الأشياء متوافرة أمامه بلا محاذير أو أوامر.. سيكون زاهدًا وليس لديه.. أي رغبة في حب التملك والاستحواذ.. ولكن في مقابل هذه الحرية والرفاهية.. تتبعي خطواته بحذر دون أن يشعر ودون اهتمام أو تركيز عليه.
عزيزتي بهذا التصرف سيشعر طفلك بالثقة بنفسه وبأنك لا تخشي ترك هذه الأشياء أمامه.. بل هو موضع ثقتك واحترامك لقدراته.. فبهذا ستعززين فيه مبدأ الأمانة والحفاظ علي ممتلكات الأسرة وشيئًا فشيئًا سيجد نفسه طفلاً مسئولاً في بؤرة اهتمامك.. وأن هذه التصرفات المخزية المتمثلة في "السرقة" بعيدة عنه وسيحاول بكل طاقته إبعاد هذه التهمة.. وبالتالي سوف يخلع عن هذه العادة رويدا.. رويدا.