هشام زعزوع: 2013 كان الأصعب والأسوأ في تاريخ السياحة المصرية

استشهد هشام زعزوع، وزير السياحة، بعبارة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، بأن العام الفائت كان "عاماً كريهاً إلى أقصى حد".
واعترف زعزوع في حديث خاص مع " الحياةاللندنية"، في كلمات صريحة وهو يجلس في مكتبه في مقر وزارة السياحة في القاهرة بأن السياحة الوافدة إلى مصر ما زالت متأثرة، خصوصاً السياحة الثقافية إلى الأقصر وأسوان والمناطق الأثرية الأخرى التي كانت تجذب في العادة ملايين السياح المولعين بالتاريخ الفرعوني.
ولكنه يبدو متحمساً خلال حديثه (بينما يقوم بالرد على اتصالات هاتفية عدة) عن الخطط السياحية الطموحة التي يعمل على تنفيذها مع إطلالة العام الجديد وذلك مع وزراء أجانب وكبار المسؤولين في شركات السياحة العالمية.
وكشف زعزوع النقاب عن مبادرة جديدة يطلقها إلى جانب المبادرات الكثيرة التي ينفذها لكي تستعيد السياحة المصرية عافيتها، وهي أن عام 2014 سيكون عام دول الخليج العربي لدعم السياحة إلى المناطق المختلفة ومن بينها الشواطئ المعروفة مثل شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي، وكذلك الآثار الثقافية في القاهرة وصعيد مصر والأقصر، مؤكدا أن الكويت التي قدمت دعماً سياسياً واقتصادياً كبيراً لمصر بعد ثورة 30 (يونيو) الماضي تبدي أيضاً اهتماماً بالغاً بتعزيز قطاع السياحة في البلاد.
ووجه الوزير رسالة من القلب إلى إخواننا في الخليج: «وحشتونا مصر تفتح ذراعيها لكم بحرارة حيث إن بلادنا آمنة للسائح العربي والعالمي وبخاصة أنها قريبة منكم من ناحية العادات والجغرافيا واللغة والتاريخ إذا ما رغبتم في مساعدة مستقبل مصر وهى تسعى إلى تحقيق الاستقرار وتنفيذ خريطة المستقبل».
وشرح بالتفصيل خططه الكثيرة للترويج للسياحة في الدول الخليجية التي تشمل إعلانات مباشرة وعلاقات عامة وزيارات ميدانية وأفلاماً دعائية. ويؤكد أن هناك فريق عمل في السعودية لهذا الغرض، ويسعى أيضاً إلى توقيع اتفاق مع «روتانا» لتنظيم سلسلة من الأحداث والمناسبات لجذب السياح السعوديين والخليجيين إلى ربوع مصر تشمل كل المناطق السياحية.
وكشف عن الاستجابة لشكوى السائح الخليجي الذي كان يبدي عدم ارتياحه لأنه كان يعامل من الناحية المادية على نحو لا يتوازى مع السائح الأوروبي والعالمي من حيث تكلفة إقامته في الفنادق حيث كان يدفع مبالغ أكبر بالمقارنة إلى الدول الأخرى، مشددا على أن الأسعار ستكون منافسة جداً للمناطق السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة وغيرهما من مدن مصر الأخرى.
ويحرص زعزوع على عقد لقاءات ميدانية مع الإعلاميين العرب ومن بينها زيارة الوفد الإعلامي الكويتي الأخيرة لشرم الشيخ.
وشرح لـ «الحياة» أن هناك ترتيبات خاصة للعائلات الخليجية لقضاء عطلة منتصف العام في مصر. وكذلك إعداد برامج خاصة لعطلات نهاية الأسبوع بأسعار مميزة، والعمل على تذليل أي عقبات أمام السائح الخليجي وكذلك تسهيل وصول الإخوة العرب بالسيارة من السعودية والكويت والأردن خلال الصيف المقبل.
وأبدي زعزوع تفاؤله بانتعاش الحركة السياحية بعد المحطة الأولى في خريطة المستقبل وهي الاستفتاء على الدستور وتحسن الوضع الأمني، ويقول متحمساً: «إنني أراهن على ذلك بعد بدء الحراك السياسي خلال انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية».
ويسعى الوزير إلى قيام شراكة وتشجيع شركات الطيران الخليجية على تنظيم رحلات منتظمة إلى المناطق السياحية في شكل مباشر. ويتطرق بمرارة إلى التدهور الذي شهده القطاع السياحي من حيث تسريح العمالة في قطاع السياحة والفندقة وخفض مرتبات العاملين وتعرض فنادق عدة لضائقة مالية كبيرة. ولكنه يقر بأن الدخل السياحي الذي تعتمد عليه الموازنة المصرية إلى جانب قناة السويس تعرض لهزّة خطيرة حيث إن هذا الدخل خلال عام 2013 وحتى تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بلغ 6,6 مليار دولار مقابل 10 مليارات دولار في العام السابق على ذلك (2012).
وقال إن 4 ملايين مصري يعتمدون على العمل السياحي بطريقة مباشرة، وكل منهم يعيل 3 أو 4 أشخاص، ما يعني أن 16 مليون مصري يتأثرون سلباً أو إيجاباً بقطاع السياحة، وهو يسعى إلى إنشاء صندوق بمبلغ 7 مليارات جنيه مصري لمساعدة الشركات السياحية المتعثرة، مناشدا الفنادق الكبيرة في الخليج المساهمة في هذا المجال من خلال صناديق ذات رؤوس أموال، وكذلك مساهمة البنوك وشركات التأمين المصرية في هذا الشأن.