مباحثات على مستوى عال لاحتواء التوتر الطائفى غير المسبوق في "غرادية" الجزائرية

عاد الهدوء إلى مقر ولاية غرداية بعد أن شهد صباح اليوم توترا إثر اقتحام الآلاف من الغاضبين المكان، حيث غادر المحتجون المقر بعد محادثات أولية مع يوسف يوسفي رئيس الوزراء بالإنابة والطيب بلعيز وزير الداخلية والجماعات المحلية اللذين توجها ـ برفقة قائد الأمن الوطني اللواء أحمد بوسطيلة وممثل المدير العام للأمن الوطني ـ في وقت متأخر من مساء أمس إلى غرداية للاطلاع ميدانيا على تطور الأوضاع واتخاذ التدابير بهدف وضع حد للأحداث المؤلمة التي تمر بها المدينة.
وتجرى في الوقت الحالي مباحثات بين يوسف يوسفي والطيب بلعيز مع عدد من أعيان المنطقة بالإقامة الرسمية لولاية غرداية.
وكان وزير الداخلية و الجماعات المحلية الطيب بلعيز قد استقبل صباح اليوم عددا من أعيان المالكية وعائلات الضحايا الثلاثة الذين توفوا أمس إثر مواجهات قبلية عنيفة بين العرب والأمازيغ في غرداية ... وفي المقابل حاصر ما يقرب من 2000 مواطن مقر بلدية غرداية للمطالبة بالكشف عن قتلة.
وكان ثلاثة أشخاص من العرب قد لقوا حتفهم أمس فيما أصيب آخرون بجروح إثر تصاعد خطير وغير مسبوق لأحداث العنف الطائفي التي تشهدها ولاية غرداية منذ فترة، كما تعرض ما لا يقل عن 64 محلا تجاريا وسكنيا للحرق فيما تم تدمير 11 سيارة.
وقد ألقت قوات الأمن القبض على 19 شخصا يشتبه في تورطهم في المواجهات وأعمال التخريب والنهب التي طالت مختلف أحياء مدينتي غرداية وبنورة.
يذكر في هذا الصدد أن بلدات منطقة غرداية يسكنها غالبية من الأمازيغ الذين يتحدثون اللغة الأمازيغية ويتبعون المذهب الإباضى وأقلية من العرب الذين يتبعون المذهب المالكى.
وتشهد هذه المنطقة منذ عام 2008 سلسلة من الأحداث والمواجهات الطائفية والعرقية تقع على فترات، وقد اندلعت منذ شهر ديسمبر الماضي موجة جديدة من هذه المواجهات لم تهدأ حتى الأمر الذي دفع عددا من العائلات المقيمة في أحياء وسط المدينة إلى النزوح لأحياء أخرى أكثر أمنا.
كما اضطر عشرات التجار في أحياء متفرقة من مدينة غرداية إلى إخلاء محالهم من البضائع لحمايتها من عمليات النهب والسلب التي تطال المحال التجارية رغم التواجد الأمني المستمر منذ شهر يناير الماضي .