قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رئيس نادى الأسير: القيادة الفلسطينية ستكون أمام خيار المقاومة الشعبية فى حال فشل المفاوضات


أكد رئيس نادى الأسير الفلسطينى قدورة فارس أن فى حال فشل المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية فإنه سيكون على القيادة الفلسطينية الانخراط فى الحث على حركة المقاومة الشعبية.
وقال فارس، فى مقابلة مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط برام الله، "اذا أعلن عن فشل المفاوضات فالقيادة الفلسطينية أمام خيارين: إما أن تبدأ حركة مقاومة تلقائية من الناس وتضطر القيادة أن تتبعها وإما أن تكون القيادة هى رأس الحربة وهى من تعلن ذلك ولا تعزل نفسها عن المزاج العام للشعب الفلسطينى".
وأعرب فارس عن اعتقاده أن القيادة الفلسطينية لو بادرت هى وقادت حركة مقاومة سلمية حقيقية فى كل أنحاء الوطن، فإن ذلك سيعجل من حل الأزمة..وأكد أنه فى حالة عدم التزام اسرائيل بإطلاق سراح الدفعة الرابعة والأخيرة من أسرى ما قبل أوسلو فإنه سيكون على القيادة الفلسطينية التوجه إلى المؤسسات الدولية، بما يمكن من فتح جبهة مع الاحتلال دوليا أو الإعلان عن وقف المفاوضات.
وأضاف أن قضية الأسرى تم ربطها بموضوع التوجه للمنظمات الدولية والانضمام بمجموعة من المعاهدات وتم عزلها عن سياق كونها قضية تفاوضية فى البداية، مؤكدا "أعتقد أن منظمة التحرير الفلسطينية تكون فى حل من الالتزام الذى قطعته على نفسها بعدم التوجه الى المؤسسات الدولية".
وأشار الى أن الجانب الفلسطينى على استعداد للانضمام الى 64 منظمة واتفاقية دولية، مثلما علم من د/ صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، "وهو الامر الذى سيمكنا مباشرة من فتح جبهة مع الاحتلال على الصعيد الدولى والقضائى والاعلامى والسعى الى مقاطعة دولة الاحتلال".
وسلط فارس الضوء على احتمال آخر وهو وقف المفاوضات، متسائلا "لماذا نتفاوض؟... قبلنا بالمفاوضات وآنذاك قالوا لنا بدلا من أن تضعوا قضية الاستيطان شرطا يعوق العودة الى المفاوضات، اجعلوا منه موضوعا تفاوضيا وخلال الحوار قد تأخذ اسرائيل موقفا يقضى بوقف الاستيطان وبذلك نكون حققنا انجازا للمفاوضات.. ولكن ثمانية أشهر مضت من المفاوضات وتتصاعد وتيرة الاستيطان".
وأوضح فارس أن الحكومة الاسرائيلية الحالية تتميز بأنها الاكثر تطرفا وعنصرية فى تاريخ اسرائيل، مشيرا الى أن القرار المبدئى الذى اتخذته هذه الحكومة آنذاك كان اطلاق سراح ال104 أسرى ولكون هناك 14 أسيرا من فلسطين المحتلة عام 48 ووجود قوة داخل الائتلاف الحكومى صوتت ضد اطلاق سراحهم، فقد اتخذ نتنياهو قرارا بتشكيل لجنة وزارية خماسية وافقت على الافراج عن الدفعات الثلاثة الاولى فى مقابل أن الدفعة الرابعة والتى سيكون من ضمنها اسرى 48، فنتنياهو ملزم أن يعيد الأمر الى الحكومة.
وتابع قائلا "الآن تنتهى المرحلة التفاوضية وإسرائيل تعتقد أنه لو توكأ نتنياهو على الاطراف الاكثر يمينية وتطرفا ليبدو أمام العالم أنه يواجه مشكلة داخلية وأن ائتلافه الحكومى مهدد بالانهيار لذا يعتقد انه سيجد تفهم من العالم لمساعدته إيجاد مخرج أو حل وسط، كاستبدال أسرى 48 الامر المرفوض فلسطينيا جملة وتفصيلا أو أن يقوم باطلاق الدفعة الرابعة ثمنا لتمديد المفاوضات".
وأضاف أن القيادة الفلسطينية لديها مطالب أخرى، أولا على اسرائيل أن تجمد عمليات بناء المستوطنات وثانيا: إطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى المرضى والاسرى النواب والاداريين والنساء والاطفال..لكنه أعرب عن اعتقاده بإتمام الصفقة فى نهاية المطاف ولكن ليس فى موعدها المحدد، قائلا "الصفقة لن تتم فى موعدها، عادة اسرائيل ترغب فى اذلال الفلسطينيين واللعب بأعصابهم والضغط نفسيا عليهم وعندما توافق، توافق على مضض".
وفيما يتعلق بموضوع الأسرى المرضى، أشار رئيس نادى الأسير قدورة فارس الى الجهد المبذول من قبل المحامين التابعين للنادى والذين يمارسون دائما الضغط على اسرائيل ويقومون بشىء ما يشبه الرقابة على مصلحة السجون وحثها على تقديم العلاج، بالاضافة الى التقارير التى يصدرها نادى الأسير فى محاولة لفضح اسرائيل واللقاءات مع الجهات الدولية التى تزور فلسطين.
وقال "صحيح أن كل هذا الجهد لم يترتب عليه إطلاق سراح المرضى وإنما أعتقد انه أعاق جزء كبير من الاجراءات الاسرائيلية بحق المرضى، فإسرائيل لو رأت نفسها مطلقة اليد بلا رقيب أو حسيب، ربما كانت فعلت أكثر مما فعلته الآن بالأسرى المرضى".
وأضاف "نحن تابعنا قضية المرضى لتتحول الى موضوع سياسى، فمشكلة الأسرى المرضى وتحديدا أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة، هؤلاء يجب أن يكون لهم حلا جذريا والحل الجذرى هو إطلاق سراحهم لنتولى نحن مسؤولية علاجهم وليست اسرائيل".
وأشارفارس الى أن قضية الأسرى المرضى وخاصة ذوى الأمراض الخطيرة مطروحة الآن، بالاسم، على طاولة المفاوضات، "وهو مايحدث لأول مرة ويعتبر هذا ثمرة جهود والحاح وحث فى ترتيب أولويات الشعب الفلسطينى".
أما فيما يخص "الاعتقال الادارى"، صرح فارس بأن هذه القضية وكذلك قضية المضربين عن الطعام مطروحة أيضا على طاولة المفاوضات.
وقال "كل من هم مضربون عن الطعام باستثناء الاسير جهاد حطاب مضربون بسبب اعتقالهم الادارى...والاعتقال الادارى طريقة لا يعتد بها دوليا، طريقة لا يحترمها أحد ولا يمارسها أحد سوى اسرائيل وعلى الفلسطينيين فقط، لذلك طالب الرئيس أبو مازن بإطلاق سراحهم جميعا بما فيهم المضربين عن الطعام".
وعن تحرك نادى الأسيرالفلسطينى لتدويل قضية الأسرى، قال قدورة فارس "كل لقاءاتنا التى تتم فى فلسطين وفى خارج فلسطين تتناول هذا الموضوع، وسيكون لنا خلال الشهر المقبل لقاء قانونى فى جنيف وسنشارك فيه بعرض سلسلة الانتهاكات والجرائم التى ترتكبها اسرائيل بحق الأسرى وتحديدا موضوع الاعتقال الادارى واعتقال الاطفال والنساء".
وشدد على أن هذه اللقاءات تهدف الى فضح ممارسات اسرائيل والى دفع قضية الأسرى كما دفعت محليا واحتلت مركز الصدارة، لكى تدفع أيضا لتحتل مركز الصدارة على المستوى الدولى.
وعن زيارة بعثة البرلمان الأوروبي لتقصى الحقائق الخاصة بالأسرى فى سجون الاحتلال، ذكر فارس عندما قدم وزير الاسرى عيسى قراقع فى البرلمان الأوروبى فى بروكسل، من عرض لجرائم الاحتلال، فوجىء بوجود مندوب اسرائيلى يدعى أمام البرلمان الأوروبى أن السجون الاسرائيلية مستواها كفنادق 5 نجوم.
وأضاف "نحن تساءلنا أمام اللجنة الأوروبية عما اذا كانت اسرائيل كما ادعى ممثلها لديكم أن سجونها فنادق خمسة نجوم لماذا تخجل وتخاف أن تسمح لكم بالزيارة؟" ..وأشار الى الاتحاد البرلمانى الدولى دعا اسرائيل - فى اكثر من مرة فى اجتماعاته المتعاقبة - الى ضرورة اطلاق سراح النواب الفلسطينيين، لكن اسرائيل رفضت فهى لا تحترم أحد.
وثمن قدورة خطوة زيارة البعثة الاوروبية من حيث المبدأ، قائلا "أن يشكل البرلمان الاوروبى لجنة تقصى حقائق وتزور الاراضى الفلسطينية وتستمع الى روايتنا وتقدم تقريرا وتقول ان اسرائيل منعتنا، فهذا أمر جيد".
لكنه أعرب عن أمله فى أن يستوقف ذلك بعض الكتل البرلمانية الاوروبية وأن تدرك هذا السلوك الاسرائيلى، مشيرا الى اتصالات مستمرة مع البرلمان الاوروبى لمتابعة نتائج تلك الزيارة الاخيرة.
وسلط قدورة فارس الضوء على تحرك نادى الأسير الفلسطينى على المستوى العربى من أجل الدفاع عن قضية الأسرى.
وذكر اجتماع المندوبين الدائمين للجامعة العربية عندما قدم وزير الاسرى مداخلة وطلب من العرب أن يبذلوا جهد من أجل إثارة قضية الأسرى وتوظيف علاقات العرب فى الدفاع عن حقوق الأسرى.
وحينئذ، مثلما أضاف فارس، قبل سكرتير العام للجامعة العربية نبيل العربى الرسالة فورا وطالب بحماية الأسرى وبالتحقيق فى قضايا جرائم الاحتلال.
وأعرب عن أمله فى طرح قضية الأسرى على جدول أعمال القمة العربية المنعقدة حاليا بالكويت، مشيرا الى قرار انشاء صندوق عربى لدعم الأسرى والمحررين، خلال مؤتمر فى بغداد فى شهر يناير 2013، وحينها ساهمت العراق بمبلغ 2 مليون دولار.
وأضاف أنه تم طرح فكرة أن تعين الجامعة العربية مندوبا أمميا أشبه بأن يكون وزير خارجية تابع للجامعة العربية وله خبرة فى قضايا الأسرى ليكون مندوبا متجولا فى كل أنحاء العالم ويكون لديه طاقم مهنى محترف قانونى واعلامى وادارى لاستخدام وتوظيف قضية الاسرى فى فضح اسرائيل.
وأعرب فارس عن أمنيته فى أن يتخذ القادة العرب قرارا فى هذا الشأن، مشيرا الى التعاون الثنائى مع مصر على المستوى الأمنى والسياسى... وقال "نحن فى تواصل مستمر مع القيادة المصرية ومع الحكومة ووزارة الخارجية المصرية وتحديدا مع الأمن المصرى على اعتبار ان مصر تنظر للقضية الفلسطينية باعتبارها ملفا أمنيا وسياسيا وليس سياسيا فقط".
أما قضية "أطفال النطف المهربة"، فقد أكد قدورة فارس على ذهول وتعجب الجانب الاسرائيلى من قدرة الأسرى فى انجاح عملية النطف المهربة بالرغم من كل الاحتياطات والاجراءات الأمنية المتشددة.
وقال "فلسفة التحدى بين الأسير وسجانه هى فلسفة أن السجان يريد أن يوقف تدفق الحياة بينما الأسير يريد أن يثبت للسجان أن الحياة لن تتوقف، فالأسرى خلال السنين الماضية حاولوا خلال فترة الاعتقال أن يستفيدوا من مدة الاعتقال فى تقوية أنفسهم وصحتهم".
وتابع فارس قائلا "اسرائيل تمنع هؤلاء الأسرى من تكوين أسرة باعتقالهم فالأسرى المتزوجون جربوا ذلك ونجحت، لكن اسرائيل منعت ذلك وطلبت فحص لاثبات صلة الاسير بالطفل، وبالفعل نفعل هذا الفحص لكى نسقط حجتهم".
أما وضع المحررين وما يقدمه نادى الأسير لهم، قال قدورة فارس: "نحن نتابع المحررين وفخورين بما فعلناه ونتعرض لضغوط دولية بما فيها بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية بسبب ما نفذناه من قوانين تخص الأسرى والمحررين".
وأشارفارس الى جهود نادى الأسير فى توفير وظائف وراتب شهرى يعيش من خلاله المحرر بكرامة وسط أبناء الشعب الفلسطينى، هذا بالاضافة الى إعداد خطط وتصورات لدمج الاسير المحرر فى المجتمع من نقطة قوته وليس من نقطة ضعفه.
وخلص الى القول "إسرائيل تريد أن يكون الأسير عبرة لمن يعتبر بمعنى أن يخرج من السجن وليس لديه مصدر رزق ولا تعليم ولا قدرة على الزواج أو تكوين أسرة لكننا نعمل على دمجه فى الحياة وإتمام علاجه وتوفير معيشة محترمة له على أساس أن يكون نموذجا للأجيال القادمة من الشعب الفلسطينى".