أشرف دوس يكتب: المصريون بين "ذل الحاجة" و"احتقار الذات"

تراجعت مصر كثيرا، لم يعد لها ذلك السحر في قلوب العالم، دعك من أنتيكات المتحف المصرى وعظمة المسلات وضخامة الأهرامات، فمصر الآن هي طفل يستجدى السياح تحت هضبة الهرم..
الحاجة والعوز مذلة حقيقية، لكن الجميل هو نبل الفقراء، دأبهم نحو حياة أجمل وأفضل، إصرارهم على ألا يكونوا عبيدا تحت الأقدام، هذا ما كانوا يفعلونه دائما، الإمساك بجمرة الحياة حتى في أحلك الظروف حتى النفاذ إلى النور، ما حدث أنه لم يعد أحد يرى أفقا ولا نورا في نهاية النفق، ولم نعد نمنح العالم ما اعتدنا أن نمنحه من سحر الإبداع.
المشكلة أن العالم صار يكره الفقراء ويتمنى لو يتخلص منهم ببساطة، حتى أن ما تصوره أحمد فؤاد نجم من قبيل الفانتزيا ذات يوم وهو يقول في إحدى قصائده: "وأنا رأيى نحلها رباني ونموت كل الجعانين"، صارت هي فلسفة العالم.
العالم يبخل على فقرائه وقد يعودوا يوما ما في توابيت قتلى كما حدث في ليبيا منذ أيام دون أدنى اهتمام منالحكومة في ليبيا ده لو فية حكومة أصلا، ونطالب الحكومة الليبية بسرعة التحقيق في هذه الجريمة البشعة والقبض على العناصر الإرهابية التي ارتكبتها، والتي سبقتها جرائم أخرى كاحتجاز الدبلوماسيين والشاحنات والعمال المصريين من قبل نفس العصابات الإرهابية.
حكوماتنا دأبت منذ سنوات طوال في أن تمارس دورها كأم معيلة ترعى أولادها، سربت للعالم هذا الإحساس، وسربته لنا أيضا، صار المصري يهرب للخليج والدول العربي باحثا عن لقمة عيش، حتى ولو كانت مغموسة في ذل الحاجة صورتنا الذهنية لدى العالم ولدى أنفسنا.
علينا إعادة الثقة في نفوسنا ونفوس شبابنا، عليا بخلق بصيص من الأمل للجيل القادم حتى يكون له مكانه بين الأمم.