قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تناقضات أردوغان.. يفصّل دستورا على مقاسه.. يدعي الدفاع عن الفلسطينيين ويرتمي في أحضان إسرائيل.. ويتدخل في شئون الدول الأخرى


  • أردوغان يدافع عن الفلسطينيين ويرتميفي أحضان إسرائيل
  • يطالب بالحريات في دول أخرى.. وينتهج القمع ضد المعارضة والإعلام
  • استغل الانقلاب لتشديد قبضتهوأسلمة تركيا العلمانية وتفصيل الدستور على مقاسه
  • باع قضية اللاجئين مقابل المال.. وتراجع عن تجنيس السوريين

يتظاهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بموقف المدافع عن حرية الشعوب وحقها في العيش حياة كريمة، ويطالب دائمًا بعدم قمع المنادين بالحريات، وعدم اضطهاد الخصوم السياسيين، لكنه يترك كل هذه الأمور عندما يتعلق الأمر بأموره الداخلية التركية، يظهر كل ما له علاقة بالقمع والسجن لخصومه السياسيين، يقرر أن يقطع التعامل مع بعض الدول ، ويعيد النظر في الأمر حسب ما يحتاجه مصالحه.

يظهر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، دائمًا في موقف الداعم لحرية الصحافة ومطالبًا بالإفراج عن الصحفيين داخل السجون في البلدان المختلفة، لكن عندما يتعلق الأمر بتركيا فقد أعلن زعيم المعارضة التركية، كمال كليتشدار أوغلو، أن هناك ما يقرب من 150 صحفيًا قابعين في السجون التركية منذ محاولة الانقلاب التي تعرضت لها تركيا في يوليو الماضي حتى الآن، علاوة على قرار أردوغان بإغلاق عدد من الصحف عقب هذه المحاولة، حيث قرر إغلاق صحيفة زمان، المناهضة له، كما قرر إغلاق صحيفة أوزجور جونديم المؤيدة للأكراد وتم إلقاء القبض على 24 صحفيًا يعملون بها.

كما أعلن أردوغان في وقت سابق أن حكومته قررت دراسة تسهيل منح الجنسية التركية إلى اللاجئين السوريين من أجل تسهيل التحرك والعيش عليهم داخل الأراضي التركية، لكن لم يعلن أردوغان عن الوقت المحدد لاتخاذ هذا القرار، إلا أن مساعد رئيس الوزراء، ويسني كايناك، أعلن أنه لم يتم منح الجنسية التركية إلى اللاجئين السوريين قبل إجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وذلك حتى لا يشوش هذا القرار على الاستفتاء، وبذلك يكون تنازل نظام أردوغان عن حلم السوريين في الحصول على الجنسية التركية.

ثم جاء أردوغان ليندد بتعامل الشرطة الفرنسية في شهر مايو الماضي مع المتظاهرين، ووصفهم التعامل معهم بوحشية، وطالب الدول بعدم التعامل بوحشية مع التظاهرات التي شهدتها هذه الدول مثل مصر، وسوريا، وغيرها، لكن عندما يتعلق الأمر بالشأن التركي، نجد أن أردوغان قد قام بقمع التظاهرات التي شهدها ميدان تقسيم منذ عدة أعوام، وكانت تطالب بسقوط النظام والعدالة والحرية، وقام بإلقاء القبض على عدد كبير جدًا يقدر بالآلاف من العاملين في الدولة من معلمين، وقضاة، وغيرهم وذلك عقب محاولة الانقلاب، وتم اتهامهم بتسهيل محاولة الانقلاب وتبعيتهم لرجل الدين فتح الله جولن، الذي يتهمه أردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب والذي طالب على أثر ذلك من الولايات المتحدة بالقبض عليه وتسليمه إلى السلطات التركية.

قرر بعد ذلك إجراء تعديلات دستورية هدفها أن يتركز الحكم في رئيس الجمهورية، وأشار إلى أن هذا القرار يأتي بهدف مواجهة الفتن، وعدم وقوع أي تهديدات أو انقلابات أخرى داخل البلاد، الأمر الذي وصفته المعارضة بالديكتاتورية التي لم يشاهدها المجتمع التركي من قبل.

وأعلن النظام التركي في شهر نوفمبر عام 2003، في نفس العام الذي تولى فيه أردوغان رئاسة الوزراء، عن إلغاء حكم الإعدام في أوقات السلم وذلك استجابة لضغوط الاتحاد الأوروبي، في محاولة للانضمام للاتحاد الأوروبي، ثم قرر أردوغان في 2016 تقديم مشروع إلى البرلمان لإعادة قانون الإعدام مرة أخرى إلى المحاكم التركية.

ويعد عودة التطبيع بين تركيا وإسرائيل من أهم الأمور المتناقضة التي قام بها أردوغان، حيث إنه في عام 2009 وقعت مشادة بين الرئيس الإسرائيلي في ذلك الوقت، شمعون بيريز، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال انعقاد منتدي دافوس، ثم عقب الاعتداء الذي قامت به القوات الإسرائيلية على أسطول الحرية الذي كان متجه اتجاه مدينة غزة بغرض فك الحصار عنها، وقيام القوات الإسرائيلية بالتعدي على الأسطول وإلقاء القبض على من كان فيه، والحرب على غزة ، وتصريحات أردوغان بوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي.

لكن أردوغان كالعادة قرر عودة التطبيع مع إسرائيل وأعلن في تصريحات سابقة له أن تركيا في حاجة إلى إسرائيل، وأضاف أن على بلاده أن تعيد التطبيع مع إسرائيل حيث إن الدولتين يحتاجوا إلى بعضهم البعض، وقامت تركيا بإرسال طائرات لإخماد الحرائق التي شبت في بعض المناطق بإسرائيل في شهر نوفمبر الماضي.