- ميركل تقوم بأول زيارة لمصر في عهد الرئيس السيسي
- المستشارة الألمانية: برلين من أهم شركاء مصر الاقتصاديين
- أنجيلا ميركل تطالب أردوغان بالإفراج عن صحفي ألماني التركي
تزامنت زيارة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الأولى لمصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، والثالثة طوال حكمها، بعد زيارتين عامى ٢٠٠٦ و٢٠٠٩ بهدف زيادة التعاون الثنائي بين القاهرة وبرلين في العديد من المجالات أبرزها الاقتصاد وأزمة اللاجئين، مع تصاعد التوتر بين ألمانيا وتركيا الذي بدأ منذ شهور بسبب اعتراض برلين على الاجراءات التى اتخذتها أنقرة ضد المعارضيين في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي والتى أدانتها برلين بسبب أنها طالت الآلاف من الأتراك الذين تعرضوا للفصل من وظائفهم والملاحقة القانونية.
وخلال زيارتها لمصر، أكدت ميركل إن مصر وألمانيا تربطهما علاقات ذات تاريخ طويل وخاص، وأصبحت مصر الآن تلعب دورا مهما ومحوريا في كل المنطقة، وأضافت "ميركل"، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس السيسي: "تحدثنا مع الرئيس السيسي عن العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المجالات والعلاقات الاقتصادية وتحدثنا مع الوفد الذي رافقني عن المشروعات الاقتصادية، مثمنة الجهود التي بذلت في افتتاح مشروع شركة سيمنز الألمانية للطاقة في وقت وجيز، مُشيره إلى أنه سوف يضمن إمدادات كهربائية لـ45 مليون شخص، وهذا تقدم واضح للشعب المصري.
وتابعت: "ألمانيا من أهم شركاء مصر في مجال التجارة، والاستثمارات لدينا تحظى بمرتبة جيدة"، مُشيرًا إلى أنه تم مناقشة قوانين المؤسسات السياسية الألمانية في مصر، والتي تساهم في التعاون وتطوير المجتمع المدني، مُشيرة إلى أنه تم الانتهاء من الصعوبات، وتم التوصل إلى الاتفاق على إبرام برتوكول سياسي قانوني للعمل في المؤسسات الألمانية في مصر، ليتم توقيعه في ألمانيا بتصديق البرلمان المصري.
وأوضحت، أن هذا البروتوكول سيفتح إمكانيات جديدة للتعاون والحوار مع وزارة الخارجية، والتعاون التنموي، مؤكدة على سيادة القانون وأهمية دور المجتمع المدني في مكافحة التطرف والإرهاب، مثمنة الجهود المصرية في مواجهة الإرهاب، وأشادت بالجهود التي تبذلها مصر بالتعاون مع كل من الجزائر وتونس لدفع عملية السلام في ليبيا.
وتأتي زيارة ميركل لمصر في إطار رحلة تستمر ليومين إلى مصر وتونس، سعيا للحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر شمال إفريقيا، وكانت مصر الوجهة الأولى لميركل، حيث التقت الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل عقدها محادثات الجمعة مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.
وبالتوزاي مع الزيارة الهامة للمنطقة العربية، وقبل وصولها القاهرة بساعات، طالبت المستشارة الألمانية السلطات التركية بالإفراج عن الصحفي الألماني التركي دنيس يوجل المحبوس احتياطيا في تركيا، وحثت أنقرة على احترام حرية الصحافة، فيما طالب قيادي بحزب ميركل بإعلان عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "شخص غير مرغوب فيه".
وفي إشارة لتواصل مسلسل تدهور العلاقات بين برلين وأنقرة، فقد ألغى وزير العدل التركي لقاء كان من المفترض عقده مع نظيره الألماني، بعد إلغاء تجمع انتخابي للأتراك في ألمانيا كان سيحضره، كما استدعت أنقرة سفير ألمانيا في تركيا، وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية إن الوزارة استدعت السفير الألماني، الخميس، للتعبير عن رفضها لقرار إلغاء تجمع في ألمانيا كان مقررا أن يتحدث أمامه وزير العدل التركي، وأضافت المصادر أن قرار استدعاء السفير صدر من وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.
وأوضح عمدة المدينة ميشائل بفايفر أن إلغاء الفعالية جاء لأسباب أمنية وقال: "نتوقع أنه من الممكن أن يصبح الموقف خطيرا"، وأشار عمدة المدينة الألمانية إلى أن الحظر ليس قرارا سياسيا، ولكن كانت هناك تخوفات من قدوم عدد من الأشخاص إلى المدينة أكبر مما تستوعبه القاعة.
وكان وزير العدل التركي يعتزم الالتقاء مع أبناء الجالية التركية في ألمانيا في إطار حملة لحشد تأييد للتعديل الدستوري المقرر التصويت عليه شهر أبريل القادم في تركيا، والذي من شأنه منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرساء نظام رئاسي يمنح أردوغان المزيد من السلطة، وقال عمدة المدينة الألمانية إنه لم يتم الاتفاق على القرار مع مستويات سياسية عليا، وقال: "إن ذلك قرارنا". ولم يتضح حتى الآن إذا كان منظمو الفعالية سوف يتوجهون إلى المحكمة كي يتم التراجع عن القرار أم لا.
وكانت سلطات كولونيا سحبت موافقتها على عقد تجمع آخر يوم الأحد كان مقررا أن يلقي وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبقجي كلمة أمامه، يذكر أنه من بين أكثر من 3 ملايين شخص من أصل تركي يعيشون في ألمانيا، يحق لنحو 1.4 مليون شخص التصويت في الاستفتاء المثير للجدل المقرر في الشهر المقبل، وتدهورت العلاقات المضطربة أصلا بين البلدين إلى مستوى جديد وسط انتقادات متنامية في ألمانيا لاعتقال تركيا لصحفي ألماني من أصل تركي.
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل إن معاملة تركيا لصحفي ألماني من أصل تركي ألحقت ضررا فادحا بالعلاقات بين البلدين مع إلغاء السلطات الألمانية محادثات مع مسؤولين أتراك بارزين، وأضاف جابرييل، الذي كان يتحدث أثناء زيارة إلى العاصمة الأوكرانية كييف، إن وزارة الخارجية تحدثت مرة أخرى، الخميس، مع السفير التركي في ألمانيا وأكدت على الحاجة إلى الحوار، وقال "أوضحنا للسفير مرة أخرى اليوم أنه عندما يأتي ضيوف من تركيا إلى ألمانيا فإننا نتوقع منهم ألا يكتفوا بحضور تجمعات انتخابية فقط بل أن يكونوا أيضا مستعدين للحوار مع وزير العدل أو وزير الاقتصاد أو وزير الخارجية أو أي كان"، وتابع جابرييل: "يجب أن نحل هذه المشكلة بأسرع ما يمكن.. الضرر الذي وقع بالفعل كبير للغاية".