الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وإيران في اليمن


رسائل سياسية وإقليمية عدة خرجت بها القمة المصرية – اليمنية قبل ساعات، في مقدمتها أن مصر لها مصالح عليا في اليمن، وأن صمتها طوال الفترة الماضية عن التعليق على الأعمال الإرهابية التي تقوم بها بعض الميليشيات الإرهابية وبالتحديد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لا تعني تجاهل مصر لمصالحها في اليمن ولا في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

والراجح أن القمة المصرية – اليمنية بين كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد جاءت في وقتها تمامًا لتؤكد على المصالح المصرية العليا في اليمن، ورفض مصر أن يتحول اليمن إلى منصة تهديد للدول العربية الشقيقة أو أن تتخذ الأوضاع فيه ذريعة لإعاقة حرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

خصوصا بعدما كشف النظام الإيراني الحاكم في طهران عن وجهه بسفور شديد، وخرج مسئولو الملالي يؤكدون أنهم من حرضوا ميليشيات الحوثي على استهداف ناقلات النفط السعودية في مضيق باب المندب.

وخرج الجنرال الغيراني الشهير قاسم سليماني يقول للرئيس ترامب عقب استهداف ناقلات النفط "إن البحر الأحمر لم يعد آمنا"! في رسالة مباشرة لا تحتمل اللبس أن إيران هى من حرضت ووجهت ومولت عملية استهداف ناقلات البترول في مضيق باب المندب.

والحقيقة أن الحسابات الإيرانية في اليمن خاطئة تمامًا وخلق جبهة مسلحة جنوب الخليج العربي لمضايقة السعودية والإمارات واتخاذ اليمن منصة لإطلاق الصواريخ الباليستية على المدن السعودية. تجاوز إيراني خطير. وقفز على حقائق كبرى:-

في مقدمتها أن دول الخليج العربي ليست وحدها، وسبق وقالت مصر إنها تعتبر الأمن القومي الخليجي جزءا من الأمن القومي المصري، وعليه فما يطال دول الخليج من شرور إيرانية لن تقبله مصر وستتصدى له.

والثاني أن ما تفعله إيران في اليمن قفزة تفوق قدراتها كما أنها جبهة بعيدة عنها، وإذا كانت تفعل ذلك نكاية في بعض الدول الخليجية فلا ينبغي أن تكون هذه حساباتها مع مصر وهى تعلم تماما أن مضيق باب المندب والبحر الأحمر أمن قومي مصري لا خلاف ولا جدال فيه.

وعليه فإن القمة المصرية – اليمنية وتأكيد الرئيس السيسي مساندة مصر للحكومة الشرعية في اليمن والتمسك بوحدة الأراضي اليمنية، رسالة لإيران بألا تنسى أن مصر موجودة وأن تدخلها بشكل مباشر لو اقتضت الأمور في اليمن ستكون له انعكاسات هائلة.

وإذا كان هناك عقلاء في طهران لا يزالون يتفهمون الأمور ويقدرون حسابات المخاطر، فينبغى أن تبدأ إيران على الفور في العمل على تهدئة الجبهة اليمنية والدفع باتجاه حل سياسي في اليمن بدلا من التصعيد العسكري ودفع الحوثيين إلى ما يقومون به من ضربات صاروخية عشوائية داخل اليمن وخارجه.

فإيران لا مستقبل لها في اليمن، وإذا كانت تريد إحداث تغييرات عسكرية كبرى هناك. أو تتوهم أن بإمكانها أن تفعل ذلك في الحرب الدائرة، فعليها بإرسال فرق عسكرية إيرانية إلى اليمن وألا تكتفي بهؤلاء الأشاوس من رجال العصابات في الحوثي وحزب الله وبعض المستشارين الإيرانيين، ساعتها سيتحول اليمن إلى مقبرة حقيقية للجنود الإيرانيين ويعلم الملالي أن الحرب في جبهة تبعد عنه مئات الكيلومترات وداخل حرم الأمن القومي المصري سيكلفه الكثير والكثير جدًا.

حسابات إيران في اليمن خاطئة والظهور المصري المباشر على ساحة الأحداث رسالة بالنار لمن يفهمها في طهران.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط