في عام 1979 وعقب قيام الثورة الإسلامية في إيران انهار ملك الشاه محمد رضا بهلوي، حيث تم نفيه بعدها ولم يجد مَنْ يستقبلُهُ سوى الرئيس الراحل السادات، وعند وفاته عام 1980 أمر بدفنه في مسجد الرفاعي حيث يقع قبره على يمين المدخل الملكي من ناحية الغرب في غرفة رخامية منفصلة، وقد رصدت كاميرا صدي البلد المقبرة من الداخل أثناء جولتنا في منطقة السلطان حسن والرفاعي الأثرية.
الأُثرية هدير على مديرة أثار الرفاعي صاحبتنا في الجولة حيث شرحت لنا عن المقبرة، وقالت: إنه وضعت على القبر تركيبة رخامية بديعة مرسوم عليها شعار الدولة البهلوية، ومكتوب عليها اسم الشاه وتاريخ ميلاده ووفاته باللغة الفارسية، كما توجد في أعلي باب المقبرة رمز يمثل الإمضاء التي كان يوقع بها الملك فؤاد الأول وتأخذ شكل التاجي الملكي.
المثير أن غرفة مقبرة الشاه محمد رضا بهلوي كانت قبراً لوالده الشاه رضا بهلوي الذي خلعته إنجلترا أثناء الحرب العالمية الثانية ونفته إلى جنوب أفريقيا، ووضعت ابنه محمد على العرش عام 1941، وبعد ذلك بثلاثة أعوام، مات رضا بهلوي في منفاه ونقل جثمانه إلى مسجد الرفاعي ليدفن هناك في فترة زواج فوزية بشاه إيران.
إلا أنه وعقِبَ حدوث الطلاق بين الاميرة فوزية والشاه محمد رضا بهلوي، قرر الأخير إعادة جثمان والده إلى طهران، ليعود هو ذاته بعد أكثر من ثلاثة عقود ليدفن في الغرفة ذاتها. بجوار غرفة الشاه من ناحية اليمين تقع الغرفة التي تضم مقبرة الملك فؤاد 1868 ـ 1936. وكسيت جدرانها بألواح الرخام الملون.