إسرائيل وحماس تتفقان على رفض وساطة مصر وتركيا وقطر.. وخبراء: الحركة لا تهتم بحقن دماء الفلسيطنيين وتحاول الظهور كضحية

السعدني: رفض إسرائيل مبادرة تركيا وقطر مبرر
السعدني: حماس تلعب دورا لتظهر كمقاوم وليس كفصيل إرهابي
خبير بالشأن الفلسطيني: إسرائيل تُصر على إفشال أي وساطة لحل الأزمة
محيي الدين: إسرائيل رفضت الوساطة التركية والقطرية لاستمرار العدوان على غزة
الأزمة الفلسطينية مستمرة، والوساطات أيضا مستمر لكنها قوبلت بالرفض بالكامل، حيث رفضت إسرائيل وساطة كل من تركيا وقطر لحل الأزمة العالقة بينها وبين حركة حماس، وعلى الناحية الأخرى رفضت الحركة وساطة مصر ومبادرة حل الأزمة، وهنا نحاول التعرف على أسباب رفض إسرائيل للوساطة التركية القطرية.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور محمد السعدني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية والمحلل السياسي، أن رفض إسرائيل لمبادرة تركيا وقطر في حل أزمتها مع حركة حماس، هو رفض مبرر لأن تل أبيب لا يغيب عنها أن الدافع والممول الرئيسي لحماس هم تركيا وقطر، وأنهم البلدان اللذان دفعا حماس لرفض مبادرة مصر.
وأضاف "السعدني" في تصريح خاص لـ "صدى البلد"، أن رفض حماس للمبادرة المصرية يتسم بالغباء السياسي المعروف عنهم، وهو ما ظهر عنهم عندما كذبوا بقولهم إن المساعدات المصرية لغزة جميعها منتجات منتهية الصلاحية، وهو ما لا يوصف إلا بالتفاهه الإخوانية، وانعدام الأفق السياسي.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، إلى أنه عقب توقف الإمدادات الإيرانية والسورية للحركة، أصبحت بلا غطاء، فأصبح لديهم رغبة حقيقية لإستعادة تعاطف العالم ولعب دور الضحية مرة أخرى، وأن يثبتوا للعالم أنهم تنظيم مقاومة وليس إرهابا ولعبوا هذا الدور مع إسرائيل علي الرغم من علمهم أن تل أبيب ستسعي في غزة دمارا، إلا انهم لم يحرصوا علي دماء الفلسطينيين.
وتابع الدكتور محمد السعدني، أن حركة حماس دائما ما تتصرف في إطار تكتيكي لا يعرفون الهدف من ورائه، بدليل استمرارهم في الإرهاب داخل مصر، وكل فترة يخسرون دعم دولة، وبعدما شارفت حماس على النهاية كان أملهم الوحيد في نظام مرسي لكن عزله الشعب المصري.
كما أكد الدكتور محمد جمعة، الخبير بالشأن الفلسطيني، أن إسرائيل معنية بإفشال أي مبادرات وساطة أو تهدئة وأي جهد سياسي ودبلوماسي يمكن لحماس أن تقطف ثمارة ويكون لصالحها، مؤكداً أن رفض إسرائيل لمبادرة تركيا وقطر لوقف العدوان على غزة متوقع.
وأضاف "جمعة" في تصريح خاص لـ "صدى البلد" أن تل أبيب حاولت أن تخلق وعيا عاما بأن مصر في ذات الخندق مع إسرائيل، وتحاول التخلص من حركة حماس، في حين أن مصر لا يمكن أن تكون في هذا الخندق، وعلى الرغم من أن كيان حركة حماس أصبح غير حليف مع مصر ولا يقبل بمبادراتها، إلا أن القاهرة تعي تماماً حقيقة هذا الأمر.
وتابع الخبير بالشأن الفلسطيني، أن القاهرة تفرق بين الممارسات غير المسئولة التي تقترفها حركة حماس مع مصر، والمدنيين الفلسطنيين الذين يروحوا ضحية لما تقترفة إسرائيل بقطاع غزة، مشيراً إلي أنه طالما هناك فصائل فلسطينية تتعامل مع الأمر علي أنهم فصائل منفصلة عن بعضها وليس كشعب واحد، واليمين الإسرائيلي الذي يحاول التخلص من الفلسطنيين ستظل الأزمة كما ولن تحل.
ولفت الدكتور محمد جمعة إلى أن مصر تعي تماما الوقت الذي يجب أن تفتح فيه معبر رفح من عدمه، وأن المعتاد أن المعبر يتم فتحه يوم بعد 5 أيام إغلاق، مؤكداً أن الجيش المصري لن يستطيع السيطرة علي الأمر مع فتح المعبر بشكل دائم يومي، لأن هناك حرب عصابات يتعامل معها الجيش يومياً.
وقال الدكتور محمد محيي الدين، نائب رئيس حزب غد الثورة السابق، تعليقا علي رفض إسرائيل وساطة تركيا وقطر لحل الأزمة العالقة بينها وبين حماس، إن تل أبيب أسعد الناس برفض حماس للمبادرة المصرية، وبالتالى كان ولابد أن ترفض هي الأخرى هذه المبادرة رغبة منها في الاستمرار بالقصف العنيف على قطاع غزة.
وأضاف "محيي الدين" في تصريح خاص لـ "صدى البلد"، أنه يجب علينا وضع تصرفات إسرائيل في هذة الفترة خارج توقعاتنا الطبيعية، لأنها تظهر وكأنها سعيدة بتدخل مصر كوسيط لحل الأزمة، لكنَّها في الأصل تبحث عن مصالحها على حساب شعب أعزل، مؤكدا أن الوساطة لا ترتبط بالسيسي أو مرسي.
وأكد نائب رئيس حزب غد الثورة السابق أن الوضع الآن يحتم علي الشعب الفلسطيني التخلص من الحكم الحالي، وتغييرهم بحكام آخرين للخلاص من هذة الأزمة، لأن كل الظروف التي مرت بها فلسطين الفترة الماضية وحتي الآن أظهرت أنهم أغبياء سياسيا، كما كان يحكمنا في الفترة الماضية أغبياء سياسيا أيضاً.
كانت إسرائيل قد رفضت وساطة من قبل دولتي قطر وتركيا، لحل الأزمة العالقة بينها وبين حركة حماس، والتي على أثرها قامت إسرائيل بقصف واجتياح قطاع غزة، وفي الوقت ذاته رفضت حركة حماس الوساطة المصرية لحل الأزمة أيضا.