الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الفاتحة".. خصصها الله لأمة محمد

صدى البلد

عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي فَقَالَ "أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ثُمَّ قَالَ لِي لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ" رواه البخارى كتاب تفسير القرآن.

يحدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى هذا الحديث الشريف عن سورة الفاتحة وعن فضلها العظيم، حيث إنها اختصت بأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وأنها أعظم سورة فى القرآن الكريم من حيث ثوابها.
معنى الحديث: أن أحد صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلى فى المسجد فناده رسول الله فلم يجبه حتى انتهى من صلاته فقال له الرسول " أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ" وهنا يستدل على أن إجابته -صلى الله عليه وسلم- واجبة يعصى المرء بتركها وأن هذا حكم يختص بالنبى، -صلى الله عليه وسلم- ثم قال له الرسول "لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ" اى أعظم من ناحية الفوائد والمعان الكثير مع وجازة ألفاظها وأن ثوابها أعظم من غيرها.
"ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ" أى مسك الرسول بيد الصحابى الجليل وعندما أراد الرسول أن يخرج من المسجد سأله الصحابى عن السورة التى أراد أن يعلمه إياها فقال له الرسول أن فاتحة الكتاب هى من أعظم سور القرآن الكريم.
وقوله -صلى الله عليه وسلم- "هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي" فإنها سبع آيات مثل سورة الماعون فلا ثالث لهما، والمثانى أنها تثنى على مرور الأوقات أى تتكرر فلا تنقطع وتدرس فلا تندرس، وقيل لأنها تثنى فى كل ركعة أى تعاد ، وقيل لأنها تثنى على الله تعالى، وقيل لأنها استثنيت لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- فلم تنزل على من قبلها، وفى قوله "وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ" دلالة على أن الفاتحة هى القرآن العظيم.
ما يستفاد من هذا الحديث، أن كلام الله تعالى من أفضل الكلام على الإطلاق وعندما نقول أن سورة من سور القرآن أفضل سورة فهذا من ناحية ثوابها وفضلها.


-