أعلنت السلطات الكويتية مؤخراً أن أي مواطن يُضبط في الخارج متورطاً بالمخدرات أو المواد المؤثرة على العقل سيُسحب جواز سفره لمدة خمس سنوات، ضمن إجراءات رادعة في إطار جهود الدولة المكثفة لمكافحة المخدرات.
وأكدت المصادر الرسمية أن هذا القرار يأتي ضمن حزمة من القوانين الجديدة التي تهدف إلى تشديد العقوبات على كل من يثبت تورطه في جرائم المخدرات، سواء من ناحية الترويج أو التهريب أو حتى الاستهلاك. وتشمل العقوبات السجن المشدد والغرامات المالية الكبيرة، وفي بعض الحالات القصوى الإعدام للمتورطين في التهريب على نطاق واسع.
وأوضح المسؤولون أن سحب جواز السفر يعزز قدرة الدولة على مراقبة الأفراد ومنعهم من السفر أثناء التحقيق أو المحاكمة، ويُعد جزءاً من الإجراءات الوقائية إلى جانب العقوبات الجنائية. ويفرض القرار قيوداً على حرية الحركة للأشخاص الذين يثبت تورطهم في قضايا المخدرات خارج البلاد، ما يجعل من الصعب عليهم التنقل دولياً أو الالتفاف على القانون.
وتعكس هذه الإجراءات النهج الجديد الذي تتبعه الكويت لمكافحة المخدرات بشكل شامل، وتشمل حملة وطنية واسعة تهدف إلى حماية المجتمع من آثار المخدرات على الشباب والطلاب والأسر. كما يفرض القانون الجديد رقابة أشد على الترويج والتسويق للمخدرات ويدعم الحملات التوعوية للتقليل من انتشار هذه الآفة بين المواطنين.
ويأتي القرار في وقت تشهد فيه المنطقة اهتماماً متزايداً بالقوانين الرادعة لمكافحة المخدرات، حيث تسعى الكويت إلى الاستفادة من التجارب الدولية ووضع آليات فعالة لتطبيق القانون بصرامة. وفي الوقت نفسه، حذر خبراء حقوق الإنسان من ضرورة ضمان العدالة وحقوق الأفراد خلال تطبيق هذه العقوبات لضمان ألا تُستغل الإجراءات لممارسات تعسفية.
ويُنظر إلى سحب جواز السفر كإجراء إداري رادع يُكمل العقوبات الجنائية، ويؤكد جدية الدولة في مواجهة ما تعتبره تهديداً لأمن المجتمع. وتشير التقارير إلى أن السلطات الكويتية ستواصل متابعة أي حالات ضبط دولية للمخدرات وتطبيق القانون بحزم، مع مراقبة مستمرة لضمان فعالية الإجراءات.
ويأمل المسؤولون أن تساهم هذه السياسات في تقليل انتشار المخدرات وحماية المجتمع الكويتي من أي تأثيرات سلبية لهذا النشاط الإجرامي. ويبرز القرار التزام الكويت بمواجهة المخدرات على جميع المستويات، والحد من استغلال الأفراد لوجودهم خارج البلاد للهروب من المساءلة القانونية، مؤكداً اعتماد النهج الجديد على الدمج بين العقوبات الجنائية والتدابير الإدارية لتحقيق أكبر قدر من الردع الفعّال.