قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لماذا يتجاوز الله تعالى عن الخطأ والنسيان ؟


عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجه حديث حسن.

يُبين لنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) فى هذا الحديث الشريف رحمة الله تعالى بهذه الأمة فإنه تعالى لايحاسب أمة نبيه(صلى الله عليه وسلم) على ما فعلوه خطأً منهم وأو نسياناً أو من فعل شيئاً وهو مُكره عليه.

معنى الحديث : قوله" إن الله تجاوز لي" ما يفهم أن هذا من خصائص هذه الأمة فغيرنا من الأمم إذا هم بالعبد بحسنة لم تكتب له حسنة وإذا هم بسيئة فتركها لم تكتب له حسنة وكذلك في خصائص كثيرة ومنها التجاوز عن الخطأ والنسيان فرحم الله تعالى هذه الأمة بنبيها(صلى الله عليه وسلم) وتجاوز لها عن الخطأ والنسيان.

والخطأ غير النسيان فالخطأ هوإرادة الشيء وحصول غيره من غير قصد لذلك ،والنسيان هوالذهول عن الشيء ،والإكراه أى من عمل شيئاً على جهة الإكراه ،فمن رحمة الله تعالى بعباده أن تجاوز لهم عما وقع منهم على سبيل الخطأ أو النسيان وهذا عام يشمل كل ما فعله المسلم ناسيا أو مخطئا لجهله بالحكم فمن فعل من المعاصي أو المكفرات ما يتصور جهل مثله به أو ما يتصور وقوعه على جهة النسيان فإنه غير مؤاخذ عليه.

ويوضح هذا الحديث أن من أخطأ فإنه لا إثم عليه ومن نسي فلا إثم عليه لكن هذا مختص بالحكم التكليفي ،أما الحكم الوضعي فإنه يؤاخذ بخطئه وبنسيانه وذلك ما يتعلق بالضمانات فإذا فقتل مؤمنا خطأ فإنه يؤاخذ بالحكم الوضعي عليه بالدية وأما الإثم فإنه لا إثم عليه لأنه أخطأ فهذا حق الله تعالى ،أما حق العباد في الحكم الوضعي فإنهم مؤاخذون به والحديث دل على التجاوز فيما كان في حق الله لأن الله هو الذي تجاوز عن حقه وهذا هو المتعلق بالحكم التكليفي.

مايستفاد من هذا الحديث الشريف أن الخطأ والنسيان الذى يحصل من المسلم اتجاه حق الله تعالى فهو غير مؤاخذ عليه اما ما يقع اتجاه حقوق العباد فهو مؤاخذ به.