قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شهادات حرام!

0|خالد الاصمعي

تزامن انقطاع التيار الكهربائى، يوم الخميس، عن كل أرجاء جمهورية مصر العربية، مع اليوم الأول لفتح باب بيع شهادات استثمار قناة السويس، وأسعد هذا التزامن قلوب أصحاب الوجدان الخرب الذين لا تسعد قلوبهم إلا بالشر، ولكن كلمة المصريين مع إقفال اليوم البنكى جاءت تؤكد اختياراتهم، فلم يتأثروا بانقطاع الكهرباء، ولم يلتفتوا إلى اسعار الوقود التى يتغنى بها عشاق الدم ليل نهار، وبلغت حصيلة شراء الشهادات 6 مليارات فى اليوم الأول، وتجاوزت الـ20 مليارا مع نهاية اليوم الثالث، ولكنهم لا يفهمون دلالة الإقبال، ولم يقرأوا تفاصيل المشهد، وما زالت عيونهم لا ترى إنها إرادة شعب، قرر أن يدير ظهره لهم ونفض عن ثوبه غبار أفكارهم وخزعبلاتهم.
وكأن الأحداث تأبى أن تغادر دون أن تفضحهم وتسقط عنهم ورقة التوت، فهى إرادة الله التى تعرى عورتهم، وتكشف عن سوءتهم، فتأتى شهادات استثمار قناة السويس محفوفة بفتاويهم الضلالية التى لا تعرف غير التحريم والتكفير، فتاوى محمولة بالكراهية منقوعة فى سم الحقد مغلفة بسواد القلوب، فكانت فتاوى التحريم من جهة واحدة، من إناس أحاديين، لا يعرفون فى شرع الله غير ما تنطق به مصالحهم، فهى إما من الاتحاد العالمى لعلماء قرضاوى "إن جاز التعبير"، الذين لا يرون الشرع الحنيف سوى من باب قطر ومن نافذة الدوحة، وجاء التحريم أيضا من علماء دعم الشرعية، شرعية الخيانة واستحلال الدماء والاتجار بآيات الله، وكذلك الجبهة السلفية التى تحرم السير على بلاط البنوك.
ولست بصدد تفنيد فتوى الضلال التى تبث الكراهية ولا يُراد بها شرع أو خير، فقد جاء الحسم ممن يثق به المصريون، فقالت دار الإفتاء المصرية إن الهدف من إصدار هذه الشهادات دعم الوعي الادخاري لدى جمهور المتعاملين، وتمويل خطة التنمية في الدولة، وتقوية الاقتصاد المصري في منظومة تنهض بالمجتمع، وتعزز أسباب التكافل والتعاون فيه، وعليه فإن هذه الشهادات عقود تمويل جديدة خالية من الغرر والضرر والربا تحقق مصالح أطرافها، ولذا فهي معاملات جائزة ولا شيء فيها، ولا مانع من الاستثمار فيها شرعا.
وهذا الرأى الذى قبل به المصريون ولم ينظروا ولم يسمعوا عن أبو إسحاق الحوينى وعطية عدلان، عضو الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح، وأكرم كساب، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولا حتى شيوخ الجبهة السلفية.
ومع إعلان محافظ البنك المركزى، هشام رامز، أنه سيتم إغلاق بيع الشهادات مع بلوغ النصاب الافتراضى المحدد بـ 60 مليار جنيه؛ تكدست صالات البنوك بشرفاء هذا الوطن، مؤمنين بالله بأن عقيدتهم انبل من فتاوى الجهلاء، ولم يجدِ ابتزازهم باسم الدين، فهم لا يثقون فى هؤلاء الذين يمارسون الفاشية باسم دين الله، وإن افلحوا مرة فى الماضى فلن تستمر المزايدة على الله بالباطل، فإقبال المصريين على الشراء هو سلوك إيجابى لا يعرف غير الوطنية التى يحتمى بها من محاور الشر التى تتربص به من كل جانب، ويؤكد بها رفضه للكهنة والكهنوت وتجار الدين.