روسيا ضحية العقوبات الغربية وطموحات القيصر الجديد في مرحلة ما بعد الحرب الباردة
تحذير من تعذر سداد الديون المتراكمة
البرامج الاقتصادية لبوتين تهدد بتفاقم الأزمة
توصيات باعتماد نموذج التمويل الإسلامي لتوفير التمويل اللازم
حذرت صحيفة "موسكو تايمز" من أن روسيا مهددة بالتوقف عن سداد ديونها الخارجية والداخلية في غضون الفترة القادمة، على غرار المشكلة المعقدة التي تهدد الأرجنتين منذ عدة سنوات.
وذكرت أن الجهود الرامية إلى التوفيق بين مطالب كل من الحكومة الأرجنتينية والمؤسسات المالية الدئنة لها قد فشلت، خاصة أن الأرجنتين تواجه كارثة اقتصادية مؤكدة، فخلال فترة لا تزيد عن نصف القرن تراجع أدائها من دولة تحقق ناتجا قوميا يصل إلى نصف الناتج القومي للولايات المتحدة، إلى دولة تعجز عن سداد ديونها بانتظام، وتحمل رئيسها الجنرال خوان بيرون الجزء الأكبر في تلك المأساة الاقتصادية المعقدة.
وتضيف الصحيفة أن روسيا يمكن أن تواجه مصيرا مماثلا في غضون السنوات القصيرة القادمة.
بينما يشير الدكتور قنسطنطين سوبنين – نائب مدير معهد البحوث الاقتصادية في موسكو، من أن نمط إدارة الاقتصاد الروسي في هذه الامرحلة، يهدد بتحول روسيا إلى أرجنتين اخرى.
من جهة أخرى كشفت تقارير إعلامية رسمية في روسيا ،اعتماد وسائل تمويل إسلامية في البلاد، باعتبارها أرخض من الأدوات المالية الأوروبية، مثل السندات، إلى جانب أنها تسمح لروسيا بالحصول على ميدان للتحرك بوجه العقوبات الدولية التي تواجهها على خلفية الملف الأوكراني.
وفي هذا السياق، نقل تقرير روسي أن مصرف "آك بارس"، المصرف الوحيد في روسيا الذي يعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية، ويقع مقره في جمهورية تتارستان، قام بنشر تقريره المالي، الذي يتضح من خلاله أن اجتذاب الأموال وفق هذا النموذج "أرخص من السندات الأوروبية، طبقا لما ذكرته شبكة سي ان ان .
وذكرت صحيفة "روسيسكايا جزيتا" الروسية الرسمية أن نشر التقرير يأتي "في الوقت الذي يتعرض فيه قسم من سوق المال الروسية للعقوبات القطاعية الغربية،" مضيفا أن أموال المصارف الإسلامية "قد تصبح بديلاً عن سوق رؤوس الأموال الأوروبية."
ووفق البيانات الواردة في تقرير هذا المصرف عن النصف الأول من العام 2014، فإن الأموال التي استثمرها عبر عمليات"المرابحة" وقيمتها 100 مليون دولار، عادت عليه خلال سنة واحدة بربح وصلت نسبته إلى 5.37 في المائة، ما يعكس تزايد أهمية سوق التمويل الإسلامية لروسيا وبنوكها "على خلفية تراجع الفرص في أسواق رؤوس الأموال التقليدية بسبب العقوبات الاقتصادية من جانب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية."
ونقلت الصحيفة عن يوري يودينكوف، البروفيسور في كلية العلوم المالية والشؤون المصرفية في أكاديمية الاقتصاد الوطني والخدمة الحكومية لدى الرئيس الروسي، قوله: "للمبدأ الذي ينتهجه مصرف ’آك بارس‘ لجذب الموارد المالية آفاقاً واعدة جداً، فمثل هذا النهج يمكن تطبيقه في المناطق الروسية الأخرى التي يشكّل المسلمون فيها الغالبية العظمى من السكان".
ولفتت الصحيفة إلى وجود بعض التحديات، مثل ضرورة أن يلبي المصرف الراغب بالحصول على التمويل الإسلامي بعض المعايير قبل الحصول على قرض من المستثمرين الإسلاميين، ومنها أنه لا يستطيع تمويل قطاع إنتاج الكحول أو ألعاب القمار، أو المشاركة في بناء مزارع لتربية الخنازير، مضيفة أن مصرف " آك بارس" أمضى ثلاث سنوات من أجل تلبية جميع الشروط لاجتذاب الأموال الإسلامية.
وكانت تقارير صحفية روسية قد أشارت في مطلع أغسطس الماضي إلى أن المصارف المحلية اقترحت على البنك المركزي العمل على إصدار قانون خاص بالتمويل الإسلامي، وذلك في خطوة تأتي وسط سعي روسيا لاجتذاب رؤوس أموال من خارج الولايات المتحدة وأوروبا، بعد العقوبات الغربية التي فرضت عليها.
ويعيش ملايين المسلمين في روسيا الاتحادية، كما توجد جمهوريات داخل الاتحاد تغلب عليها الهوية الإسلامية مثل تترستان والشيشان، ومناطق في القوقاز