مون يشدد على ضرورة إنهاء العنف ضد الفتيات المراهقات

يحتفل العالم اليوم، باليوم الدولي للطفلة 2014 تحت شعار "تمكين المراهقات: إنهاء دورة العنف"، بهدف الاعتراف بأهمية تمكين الفتيات أثناء فترة المراهقة، بغرض الحد من أشكال العنف التي يواجهنها ووقايتهن منها، وتكثيف الجهود المبذولة لإنهاء كل أشكال العنف ضد المرأة والفتاة.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارا برقم 170/66 في ديسمبر 2011 بتخصيص يوم 11 أكتوير من كل عام للاحتفال باليوم الدولي للطفلة، وذلك للاعتراف بحقوق الفتيات وبالتحديات الفريدة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في رسالته بهذه المناسبة، إلى تعرض عدد هائل من الفتيات المراهقات في جميع أنحاء العالم للاعتداء والضرب والاغتصاب والتشويه بل وللقتل أيضاً.
وقال "وينتهك تهديدهن بالعنف على يد أفراد الأسرة والأزواج والمعلمين والأقران، بشكل صارخ حقوقهن ويُضعِف قوتهن ويقمع إمكاناتهن، ويتفاقم هذا العنف ويتعزز بفعل أوجه الحرمان المتعددة التي تواجهها الفتيات المراهقات، بما في ذلك عدم المساواة في الحصول على التعليم والمهارات والمعلومات وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية والموارد الاجتماعية والاقتصادية".
وأضاف مون في رسالته، "تتعرض الفتيات للمعايير الاجتماعية التمييزية والممارسات الضارة التي تديم دائرة العنف - مثل تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وتسمح ثقافة الإفلات من العقاب بمواصلة العنف ضد الفتيات المراهقات بلا هوادة، وتزيد الصراعات والأزمات الإنسانية بشكل كبير من خطر تعرضهن للعنف والإيذاء والاستغلال".
وتابع" أن حملتي الجارية تعمل تحت شعار "متحدون من أجل إنهاء العنف ضد المرأة" على إشراك الحكومات، والمنظمات الدولية، وجماعات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام والمواطنين في كل مكان في رفع مستوى الوعي وزيادة الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمنع وإنهاء العنف ضد النساء والفتيات".
وقال " ثمة حملة موازية - معقودة تحت شعار ”الرجل نصير المرأة“ - تؤكد أن المساواة بين الجنسين ليست مجرد قضية من قضايا المرأة، وذلك من خلال إشراك الذكور بالعمل على مناهضة جميع أشكال العنف والتمييز ضد النساء والفتيات، وبينما نحن في صدد تحديد إطار التنمية لما بعد العام 2015 واستعراض التقدم المحرز في إطار إعلان ومنهاج عمل مؤتمر كين 95 ، يجب أن يكون إنهاء العنف الجنسي وتعزيز تمكين الفتيات والنساء في صميم خطتنا العالمية".
وشدد مون على ضرورة إنهاء دورة العنف ضد الفتيات المراهقات، من خلال السير بخطوة أبعد من رفع مستوى التوعية، وأن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتزويد الفتيات بالمعرفة والمهارات والموارد والقدرة على تحديد مسار حياتهن، وتوفير لهن النقل الآمن، وإمكانية الانتفاع من مصادر الطاقة والمياه، والخدمات الصحية الجيدة، والبيئات الداعمة التي تتيح لهن إمكانية الازدهار.
ودعا جميع الحكومات إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء جميع أشكال العنف ضد الفتيات في جميع أرجاء العالم، وتوحيد الجهود لإقامة عالم لا يتسامح مطلقاً إزاء العنف ضد النساء والفتيات، وتتمكن الفتيات فيه دائما من تحقيق إمكاناتهن.
وتتعرض المراهقات إلى صور عديدة من العنف ضدهن، تؤثر في حياتهن وصحتهن ومستقبلهن كضحايا للعنف، وقد تقوم المراهقات أنفسهن بالعنف ضد أنفسهن أو ضد الآخرين، وقد ازداد هذا النوع من العنف في العقود الأخيرة، وأصبح مشكلة في الصحة العامة وفى الأمن وفى السلوك الاجتماعي.
وقد دعت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الدول إلى تكثيف العمل على مكافحة جميع أشكال العنف ضد الفتيات، وذلك من خلال تخطي مرحلة التوعية بالمشكلة والانتقال إلى تمكين الفتيات المراهقات عبر المعارف والمهارات والموارد وخيارات الحياة.
وأكد الخبراء، أن تمكين الفتيات المراهقات ومساعدتهن على تحقيق إمكاناتهن هو خطوة أساسية لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات، قائلين "إنه عندما تتعرض فتاة مراهقة للعنف تصبح خياراتها وفرصها محدودة، وقد تستمر آثار هذا العنف طوال حياتها وتمتد إلى الأجيال المقبلة".
ويشير تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) صدر حديثاً إلى مدى انتشار الإيذاء الجسدي والجنسي والعاطفي الذي يتعرض له الأطفال، المواقف التي تسهم في انتشار العنف وتبريره وإبقائه "محجوباً عن الأنظار" في كل بلد ومجتمع في العالم.
وقال المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك "هذه حقائق غير مريحة، لا تريد أية حكومة أو أي والد رؤيتها، ولكن إذا لم نواجه الواقع الذي تمثله كل إحصائية مثيرة للغضب، فسيتم انتهاك حياة طفل له الحق في طفولة تحظى بالأمان والحماية".
ويعتمد تقرير اليونيسف على بيانات من 190 دولة توثق العنف في الأماكن التي ينبغي أن يتمتع فيها الأطفال بالأمان في المجتمعات المحلية والمدارس والمنازل، ويبين بالتفصيل الآثار الدائمة للعنف والتي تشمل عدة أجيال في كثير من الأحيان، ويستنتج أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف تزداد احتمالات أن يصبحوا عاطلين عن العمل وأن يعيشوا في فقر وأن يمارسوا العنف تجاه الآخرين.