الانتحار داخل الجيش الإسرائيلي

"إن استمرار مسلسل الانتحار داخل الجيش الإسرائيلي يوحي بالأزمة العميقة التي خلقتها بداخلهم حكومتهم وأنظمتهم العسكرية، حيث تنتهج وحشية وهمجية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل، وأيضًا ظاهرة هروب بعض المجندين من الخدمة داخل الجيش الإسرائيلي تمثل أزمة حقيقية هناك"، هذه العبارة حرصت على تكرارها كثيرًا عندما كنت أدلي بتصريحات لبعض المواقع الإخبارية أو عندما كنت أتحدث في مقالاتي عن ظاهرة الانتحار داخل الجيش الإسرائيلي.
ما جعلني أعيد تكرار هذه العبارة الآن هو ما أشارت إليه صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حيث نشرت تقريرا يحمل عنوان "انتحار ثلاثة جنود شاركوا في عملية الجرف الصامد".
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن هناك تحقيقا يشتبه فيه أن ثلاثة مجندين إسرائيليين انتحروا فى الآونة الآخيرة، ومن المرجح أن انتحارهم بسبب أحداث القتال والتي كانت أثناء عملية الجرف الصامد، وذلك عقب انتهاء العملية.
وأشارت إلى أن ثلاثة مجندين وضعوا حدا لحياتهم وانتحروا بإطلاق النار على أنفسهم باستخدام أسلحتهم الشخصية.
الخبر لم يكن جديدًا، أو بمعنى أدق هو جديد ولكنه يتناول ظاهرة متكررة ومتزايدة داخل الجيش الإسرائيلي، فارتفاع نسبة انتحار الجنود في ازدياد، وهذا ما يؤكد شعورهم بأزمة نفسية حقيقية لأنهم يحرصون على قتل واغتصاب حقوق الفلسطينيين دون أدنى وجه حق.
لم يكن هذا التقرير هو الأول الذي تشير إليه الصحيفة الإسرائيلية، فقد نشرت من قبل مقالا للكاتب الإسرائيلي "أبشالوم أدرت"، حيث أوضح فيه أن هناك 14 مجندًا انتحروا في عام 2012م، كما أكد على أن خبرته داخل النظام العسكري الإسرائيلي جعلته يعي جيدًا أن انتحار المجندين ليس من قبيل الصدفة فهم يمرون بمحنة حقيقية والجيش الإسرائيلي يحاول تخفيض هذا العدد من المنتحرين، وأشار إلى أن 500 شخص من بينهم مجندون ينتحرون سنويًا والحكومة الإسرائيلية تحاول إغفال ذلك.
كل هذا يدل على شعور الإسرائيليين أنفسهم بمشكلة أخلاقية وأزمة حقيقية نتيجة القسوة والعنصرية التي يستخدمونها صوب الشعب الفلسطيني الأعزل.