قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أشرف عبدالشافي يكتب: فهمي هويدي يقدم درسا في البغاء الصحفي..بشار يقتل السوريين و"الأستاذ" يكتفي ب"تفهم" غضب الثوار


وهتف جنرالات المقاومة للشعب السورى : ثورة .. والعدو على الحدود !
أين شجاعتك يا هويدي..هل قلب بشار مرعب ويستعصي على الطعن؟
راجع مقالاتك الأخيرة يا "أستاذ"..تجد نفسك حائرا ومرتبكا
حين يتحدث هويدي عن بشار يفقد القدرة على التركيز كل القادة والجنرالات، كل الصقور على الأرض وفوق الأرض وتحتها، كل الأقلام المقاتلة التي بقرتْ بطن مبارك ونظام مبارك، كل المناضلين الكبار الذين حصدوا ألقاب البطولة والوطنية، تحفظوا على الشعب السوري لأنه تجرأ وأعلن الثورة بينما العدو “الصهيوني “ على الحدود “حماس” اعتبرت ما يحدث في سوريا شأنا داخلياً، وقالت في بيانها الصادر أول أبريل أنها تعترف لسوريا بوقفتها مع مقاومة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، واحتضانها لقوى المقاومة وصمودها أمام كل الضغوط من أجل التمسك بدعم نهج الممانعة والمقاومة في المنطقة، وهو نفس موقف جماعة الإخوان المُسلمين!، وخالد مشعل من قلب دمشق وصف معارضي النظام السوري بالعمالة للصهاينة، وتولى بنفسه تكذيب تصريحات القرضاوي التي دعم فيها الثوار، أما سماحة الشيخ حسن نصر الله أو حزب الله فاتخذ موقفاً مغايراً ومدهشاً حيث قرر دعم نظام بشار الأسد عبر قناة المنار، وراح يبث أخباراً عن تمرير أسلحة إلى ثوار سوريا عبر قوى 14 آذار !
**
هناك شيء خطأ إذن! ربما ارتكب الشعب السوري خطيئة في حق العروبة والقومية وسعى بليل إلى تدمير مستقبل أمتنا، ولن يكون إجماع كل هؤلاء القادة والجنرالات على دعم النظام السوري ـ بشكل أو بأخر ـ سوى تخوف وقلق من مستقبل مجهول يترصد إذا استمرت ثورة السوريين!.
القادة ـ كما هو معلوم بالضرورة ـ هم الأعلم بأمورنا
ولا بد من مراجعة موقف الشعب السوري “ الموتور“ الذي لم يعد متهماً بأجندة واحدة بل بعدد وافر من الأجندات المتطورة والتي يوزعها هذه المرة أقطاب النضال وليس ذيول الأنظمة !
**
كل القادة والجنرالات الذين اتفقوا على “عتاب“ الشعب السوري وتحفظوا على ثورته في وجه بشار الأسد وحاولوا إعادته إلى صوابه، يربطهم أكثر من خيط، وكل خيط يشبه البنيان المرصوص من طهران إلى دمشق مروراً بالقاهرة، فهم يستخدمون تعبيرات واحدة في وصف إسرائيل ب”العدو الصهيوني”، ويتبادلون تعريفا سياسيا واحدا عن “الممانعة والمقاومة والصمود ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى.
الخيط يمتد من القادة والجنرالات الذين يجيدون فن التزوير والتحريض ويقاتلون العدو الصهيوني سراً وجهراً، إلى كُتاب ومفكرين كبار صالت أقلامهم وجالت وهى تدك الصحف والمجلات بمقالات عنترية جبارة عن الظلم والاستبداد وحريات الشعوب، وفى ذلك خسران كبير للأشقاء في سوريا، ولك أن تتخيل شعبا عربيا ثائراً ضد نظامه يفتقد كل هؤلاء:”إسماعيل هنية ونجاد وخالد مشعل ..”، ويفتقد معهم ترسانتهم الإعلامية الضخمة ورأس حربتها الكاتب الكبير “فهمي هويدى”!
**
الفيديوهات الدامية التي تجسد القسوة في أبشع صورها أجبرتني تلك الليلة على تأمل مشهد الشعب السوري الذي يحلق في سماء الحرية بجناح مكسور، ويخوض معركة شرسة مع نظام استبدادي عنيف، معركة بلا قناصة ولا حتى جنود، فالرجال الأقوياء الأشداء الذين حصدوا ـ عن جدارة ـ ألقاب البطولة والوطنية والنضال عبر ربع قرن مضى على الأقل، يمتنعون عن شعب سوريا!!، لماذا يمتنعون يارب العالمين؟! هل شهداء بانياس ودرعا واللاذقية يختلفون كثيراً عن شهداء تونس ومصر وليبيا؟!، كل هؤلاء القادة صرخوا في نظام مبارك وباركوا ثورة الياسمين وأدانوا العقيد، فماذا عن شهداء سوريا ونساء سوريا اللائي خرجن معصوبات الرأس في الشوارع يبحثن عن أزواجهن وأبنائهن الذين سحلهم بشار في المعتقلات ؟!
فهمي هويدى .. رأس الحربة
أعتقد أن التاريخ سيتوقف كثيراً أمام مشهد الشعب السوري ومواقف القادة والجنرالات من ثورته، ودعونا نتوقف قليلاً أمام المقال الوحيد الذي كتبه الأستاذ فهمي هويدى عن سوريا، ففي الرابع من أبريل قرر كاتبنا الكبير أن يقدم درساً في فن “البغاء الصحفي “، درسا يبدأ من عنوان المقال ويمتد ويتسرب إلى المفردات والتعبيرات والتلاعب والتذاكي، فمن المفروض الآن (4 أبريل ) أن الشعب السوري يفتح صدره للرصاص (انطلقت الثورة في 15 مارس 2011 ) ويقف عاريا أمام ترسانة حربية تسحل الشباب وتنكل بالنساء، فماذا سيكتب “هويدى” ؟!
**
عنوان المقال “الشعب السوري أعَز“.. وكأن الأستاذ هويدى يقول لبشار الأسد “ عذراً.. مجبر على كتابة كلمتين “، فكيف جاءت الكلمتان؟!
يبدأ كاتبنا الكبير المقال هكذا: “هناك الكثير الذي ينبغي أن يحسب للنظام السوري، والكثير الذي يحسب عليه إذ لا يستطيع أحد أن ينسى له احتضانه للمقاومة الفلسطينية، التي لولاه لكان قادة فصائل المقاومة إما في السجون العربية أو الإسرائيلية، أو مشردين في أصقاع الأرض، يحسب لذلك النظام أيضا أنه لم يفرط ولم يساوم ولم يشترك في صفقات بيع القضية الفلسطينية، يحسب له كذلك دعمه للمقاومة الوطنية اللبنانية التي لولاها لسقط لبنان في فخ “الاعتدال” وفي قبضة الحلف الأمريكي الإسرائيلي، كما يحسب له دعمه للمقاومة العراقية التي قضَّت مضاجع الاحتلال الأمريكي وأنهكته هناك”.
انتهى الأستاذ “هويدى” من الاستهلال العظيم الذي يبعث من خلاله رسالة واضحة ومحددة تحذرمن استمرار الثورة ضد النظام السوري، فهناك أسطورة كبرى سوف تسقط، أسطورة “مقاومة عظيمة“ يحاربها الجميع لأنها تقف في وجه العدو الصهيوني .. وما يحدث في سوريا ـ كما قال هويدى وسيقول في الفقرة التالية ـ ليس بعيدا عن تلك الحرب، يقول الأستاذ هويدى :
“لأن الموقف السوري على المستوى القومي بهذه الصورة التي ذكرت، فلا غرابة في أن تصطف قوى كثيرة للضغط على النظام في دمشق ومحاولة تفجيره من الداخل. أعنى أن هناك كثيرين لا يتمنون خيرا لذلك النظام الذي تمرد عليهم وأقلقهم وحرص على أن يرفع لواء الممانعة مستثمرا ظروفا عدة، بينها علاقاته المميزة بإيران”.
الله عليك يا أستاذ هويدى يا عظيم ..حقاً يا سيدي هناك عملاء يحاولون تفجير النظام من الداخل والضغط على القائد العربي الكبير “بشار الأسد“ الذي أقام علاقات مميزة مع إيران!!، ألا يكفى كل ذلك؟! بارك الله لنا فيك يا أستاذ هويدى، لماذا تراخت يداك هكذا يا سيدي؟!، لماذا تراخت وهى التي طعنت قلب مبارك والقذافي وزين العابدين، هل قلب بشار مرعب إلى هذه الدرجة؟
**
عليك أن تحاول يا سيدي .. قل كلمة بين السطور كي لا يُحسب الموقف عليك وتخذل قراءك ومعجبيك من الخليج إلى المحيط، أنت بالذكاء الكافي كي تكتب كلمتين :
“الصورة الإيجابية لموقف النظام السوري ـ يقول هويدى ـ على ذلك الصعيد أساءت إليها وسحبت من رصيدها العديد من الممارسات الحاصلة على المستوى القطري، الأمر الذي يسوغ لنا أن نقول بأن دولة الصمود والممانعة على الصعيد القومي كانت على الصعيد القطري دولة بوليسية بامتياز..نعم .. بوليسية بامتياز .. هذا وصف عظيم يتناسب مع جرأتك المعهودة، لكن لماذا لم يطاوعك قلبك وقررت أن تُلحق الكلمتين الجبارتين بتلك الفقرة :
“ أدرى أن تلك ليست مسئولية الرئيس بشار الأسد وحده، لأنه ورث هذا النظام عن أبيه الذي استمر في السلطة نحو ثلاثين عاما (1971 ــ 2000). أدرى أيضا أن الرئيس بشار اتخذ عدة خطوات إيجابية نسبية حين تولى السلطة بعد أبيه. فخفف من قسوة الأجهزة الأمنية، وأرخى قبضة الحزب الذي جمدت عمليا لجانه في مختلف المحافظات .وأدخل عدة إصلاحات على صعيد علاقة سوريا واتصالها بالعالم الخارج”.
ويحك يا أستاذ هويدى .. ويحك يا رجل، “أدرى .. أدرى .. وأدرى أيضاً “، ماهذه المعرفة يا أستاذ؟ هل تتحدث عن بشار الأسد بالفعل؟! وهل يحق للسوريين أن يثوروا على حاكم بتلك العظمة ؟!، إن انجازاته تلك ـ رغم أنه ورث عن أبيه ـ تستحق من الشعب السوري والعربي أيضاً أن ينحني إجلالاً، كل هذا وقد ورث عن أبيه، فماذا لو لم يرث يا رجل؟!
هل هذا قلم فهمي هويدى .. هل هذا موقفه من ثورات الشعوب العربية أم أن هناك خريطة للثورات ؟! هل من حقنا اليوم أن نصدق كل ما يقال ويشاع هنا وهناك؟!، ثم ما هذا الذي كتبته في الفقرة التالية يا أستاذ هويدى: “ نتفهم غضب الجماهير السورية، كما نتعاطف مع مطالبها التي عبرت عنها التظاهرات التي خرجت في العديد من أنحاء البلاد، وشوقها إلى الحرية التي حرمت منها طوال أربعين عاما”
“ نتفهم“!! نتفهم يا أستاذ هويدى؟! هل تعرف يا سيدي أن قاموس الطغاة والبغاة تسرب إلى مفرداتك؟! قالها قبلك على زين العابدين والحّ عليها مبارك ومازال “على عبد الله صالح “يقولها في اليمن، وصل بنا الحال إلى “نتفهم“ يا أستاذ؟!ً.
لا أريد إحراجك أكثر من ذلك يا سيدي، ويكفى أنك مازلت ترى أن الثوار ليسوا جميعا عملاء، فقد قلت بالحرف:
“إن المتظاهرين الذين خرجوا في العديد من المحافظات السورية في أغلبيتهم الساحقة لم يكونوا دعاة فتنة ولا عملاء لجهات أجنبية ولا مخربين يهددون الاستقرار، ولكنهم مواطنون شرفاء فاض بهم الكيل، وباتوا في شوق لاستنشاق نسائم الحرية التي هبت على مختلف أنحاء العالم العربي”.
كان الموقف سيكون جيداً يا سيدي لو توقفت هنا، لكن يبدو أن “بشار“يحتل مكانة غير عادية من قلبك ويفقدك الكثير من التركيز، وإلا فما معنى تلك الفقرة الزائدة المتورمة :
“وإذا لم يستجب الرئيس بشار الأسد لمطالبهم بسرعة، فإنني أخشى على رصيده من النفاد في العام الحادي عشر لحكمه، وأتمنى ألا يصدق ادعاء البعض بأن ما تبقى له من رصيد نفد فعلا بعد سقوط عشرات القتلى برصاص قناصة الأجهزة الأمنية في درعا واللاذقية”
نعم يا أستاذ هويدى على الرئيس “بشار” أن لايصدق أي ادعاءات!، عليه أن يفعل ذلك، فسقوط العشرات من الشهداء ـ أو القتلى حسب وصفك ـ لا يسحب من رصيد الرئيس المبجل، وحتى اليوم وبعد كتابة مقالك بأيام أو حتى أسابيع ومهما ارتفع عدد الشهداء فسيظل الرصيد كما هو، فماذا يمثل هؤلاء حتى إن وصلوا مئات أو ألوف أمام قائد الأمة بشار الأسد الذي حمى المقاومة وقضّ مضاجع الصهاينة ؟!.
راجع مقالاتك يا أستاذ هويدى، فأنت مرتبك للغاية في مقالاتك الأخيرة، مرتبك وحائر وسيكون لنا سويا أكثر من وقفة، وقفة تلميذ محب لأستاذ كبير، وإلى أن نلتقي نم هانئاً يا سيدي، واترك الشعب السوري يحلق في سماء الحرية، وأعدك أنت ورجالك الأبطال أن المقاومة والممانعة ستظل ـ أو ستظلان ـ بكل خير!.