المنشأة رقم 13.. تثير قلقا بعد استيلاء "داعش" عليها شمالى غرب بغداد

كشفت مصادر أمنية عراقية فى تقرير أرسلته إلى الأمم المتحدة عن قيام مسلحي "داعش" بالاستيلاء على منشأة للتسلح الكيميائى على مسافة 35 ميلا الى شمالى غرب العاصمة العراقية بغداد كانت ضمن ترسانة العراق الكيماوية السابقة، وهى المنشأة رقم 13 الملحق بها المنشأة رقم 41 وكلاهما يقعا فى منطقة المثلث السنى فى وسط العراق.
وأفاد التقرير الامنى العراقى ان 2500 من المقذوفات الكيماوية التى تمت تعبئها منذ عشرات الاعوام ابان حكم صدام بغاز السارين الذى يتلف الاعصاب بالاضافة الى تشكيلة اخرى من المواد الكيماوية المهلكة.
وقللت الولايات المتحدة من خطورة هذا التهديد مؤكدة على ان العراق لا يمتلك اية مواد كيماوية قابلة للاستخدام فى الاغراض العسكرية، وفى مقابل ذلك قال سفير العراق لدى الامم المتحدة على الحكيم للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ان عناصر ارهابية قد القت القبض على قوة حراسة المنشأة الكيمائية المشار اليها، واستولت على اسلحتهم كما رصدت كاميرات المراقبة قيام القوة الارهابية المهاجمة باعتقال مدير المنشأة التى تقع فى منطقة المثنى وكذلك قامت بتعطيل كاميرات المراقبة بعد ذلك عندما اكتشفتها و نبه السفير العراقى لدى الامم المتحدة الى ان من شأن ذلك تعطيل برنامج العراق الوطنى للتخلص من ترسانة صدام حسين الكيماوية حتى اشعار اخر وهو اشعار مرهون بطبيعة الحال بحدوث تحسن فى الاوضاع الامنية فى العراق.
يذكر أن مفتشى الامم المتحدة كانوا قد اصدروا تقريرهم الشامل فى مارس من العام 2003 عن ترسانة العراق الكيماوية التى خلفها نظام حكم صدام حسين وتمت فى هذا التقرير الاشارة إلى أن المنشأة رقمة 13 وملحقتها 41 والاشارة كذلك الى وجود 2500 مقذوف عيار 122 مم بهما معبأة بغاز السارين للاعصاب ويعود تاريخ تصنيع تلك المقذوفات إلى ما قبل العام 1991، كذلك تحتوى تلك المشأة وملحقتها على 180 طنا من مادة الصوديوم الذى يعد مادة محفزة فى انتاج غازات الاعصاب شديدة الفتك المعروفة باسم " التابون".
وأشار تقرير مفتشى الامم المتحدة الى ان المنشأة 13 و ملحقتها 42 كانتا قد دمرتها فى حرب الخليج الاولى فى فبراير 1991 التى اخرجت القوات العراقية من اراضى الكويت وان ما بهما من مقذوفات قد لحقت بها الدمار بصورة جزئية وان حالة ما بها غاز السارين باتت متردية و سيزداد ترديها مع تركها مخزنة فى ظروف غير مناسبة فى تلك المنشأة خلال الاعوام القادمة ، وبالنسبة لمخزونات مادة التابون المدمرة للاعصاب فانه قد تم التعامل معها واتلاف مفعولها باستخدام المحاليل الكيمائية الخاصة بذلك ولم يعد بها اية خطورة او امكانية استخدامها عسكريا وكذلك تم اتلاف مخزونات المنشأة ذاتها من مادية السيانيد الشديدة السمية .
اما بالنسبة للمنشأة 42 الواردة فى التقرير فيقول عنها مفتشو الامم المتحدة ان بها 2000 قذيفة مدفعية عيار 155 مم معبأة بمادة الخردل السامة " تركيز 605 " وبها كذلك طنا من مادة الخردل غير المعبأة فى مقذوفات مع الاشارة الى ان حالة المنشأة تعانى من تلوث مرتفع المستوى بمادة الخردل فى المبادى وبقايا حاويات التخزين.
وقد استطاعت داعش نقل عملياتها من الميدان السوى الى المنطقة الصحراوية العازلة بين العراق و سوريا و سيطروا عليها سيطرة كاملة و منها انطلقوا الى الموصل و اعلنوا فيها قيام دولة الخلافة منصبين خليفة للمسلمين هو ابوبكر البغدادى ، وفى العشرين من يونيو الماضى اعربت جين بسكاى الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية عن قلق واشنطن من التقارير التى اكدت استيلاء مسلحى داعش على المنشأة 13 وملحقتها 42 لما بهما من مواد كيمائية خطرة يعود تاريخها الى الثمانينيات وذلك برغم ابطال مفتشى الامم المتحدة لمفعولها خلال التسعينيات.