"الشيوخ" الأمريكي يشن هجوما على "سي آي إيه": المخابرات عذبت المعتقلين بالضرب في الحوائط ومنعتهم من النوم 180 ساعة

الشيوخ الأمريكي يكشف أساليب تعذيب « سي آي إيه» للسجناء
- عناصر المخابرات الأمريكية تضرب المعتقلين بالحوائط وتمنعهم من النوم 180 ساعة
- برنامج المخابرات لم يسمح بجمع معلومات أو وقف تهديدات إرهابية
- « سي آي إيه» كذبت على البيت الأبيض والكونجرس عندما أوهمتهما بأن برنامجها سينقذ أرواح الأمريكيين
- أوباما: أساليب المخابرات الأمريكية الوحشية شوهت سمعة بلادنا أمام العالم
كشف تقرير استثنائي لمجلس الشيوخ الامريكي عن ان استخدام أساليب الاستجواب "المشددة" التي اعتمدتها وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية «سي آي ايه»، بعد 11 سبتمبر 2001 لم يسمح باحباط تهديدات وشيكة بتنفيذ اعتداءات .
ويتهم التقرير، وكالة الـ «سي آي ايه» بأنها اخضعت 39 معتقلا لأساليب تعذيب وحشية طوال سنوات، ومن بينها أساليب لم تسمح بها الحكومة الامريكية، وتم ذكرها بالتفصيل في التقرير الذي يتكون من 525 صفحة ، والذي قامت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي يسيطر عليها الديمقراطيون باختصاره ونشره وإعادة فتح هذا الفصل الأسود في الفترة المعروفة بـ «الحرب على الارهاب» اثارت جدلا في الولايات المتحدة حول حدود الشفافية في اطار تصاعد المخاطر الارهابية المرتبطة بتنظيم الدولة الاسلامية وحول فعالية التعذيب عموما.
وقال التقرير ان الـ «سي آي ايه» استخدمت تقنيات استجواب متشددة تكرارا طيلة ايام واسابيع . وتم ضرب المعتقلين بحوائط السجون وتمت تعريتهم ووضعهم في مياه تحت درجة الصفر، كما منعوا من النوم طيلة فترات تصل الى 180 ساعة
وكشف التقرير أن أحد المعتقلين وهو أبو زبيدة، بعد ان تعرض لعمليات ايهام بالغرق، «خرج الزبد من فمه»، وهو في حالة فقدان الوعي تقريبا.
وفي الاجمال، فان 119 معتقلا اسروا وسجنوا في اطار هذا البرنامج السري لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية في مواقع اطلق عليها اسم المواقع "السوداء" في دول اخرى لم يتم تحديدها، ولكنها تشمل على ما يبدو تايلاند وافغانستان ورومانيا وبولندا وليتوانيا.
وجاء في خلاصة التقرير ان "تقنيات الاستجواب المتشددة الـ «سي آي ايه» لم تسمح بجمع معلومات مرتبطة بتهديدات وشيكة، مثل معلومات تتعلق بـ "قنابل موقوتة" مفترضة اعتبر الكثيرون انها تبرر هذه التقنيات".
ويتهم التقرير الـ «سي آي ايه» ايضا بأنها كذبت ليس على الجمهور الواسع وحسب ، وانما ايضا على الكونجرس والبيت الابيض، بشان فعالية البرنامج وخصوصا عندما اكدت ان هذه التقنيات سمحت بـ"انقاذ ارواح". وهو مارددته اليوم - الثلاثاء الـ «سي آي ايه»- التي كانت مستعدة لمواجهة التقرير الذي اعلنت على الفور رفضها لما ورد فيه.
وافاد التقرير ان الاستجوابات التي قامت بها الوكالة "لم تكن فعالة"، وانها كانت اعنف مما اعترفت به الوكالة حتى الان.
ومن جانبه، أكد الرئيس الأمريكي باراك اوباما مجددا ان هذه الوسائل "شوهت
كثيرا من سمعة امريكا في العالم"، واعدا بالقيام بكل ما هو ممكن لضمان عدم
تكرارها. واضاف "لا توجد امة كاملة، لكن احد مكامن القوة بأمريكا في ارادة
المواجهة الصريحة لماضينا".
بينما أكد مدير الـ «سي آي ايه» جون برينان ، انه اقر بأن الوكالة ارتكبت اخطاء باستخدامها التعذيب، فانه في المقابل شدد على ان ذلك سمح بمنع وقوع اعتداءات وبـ "انقاذ أرواح"، موضحا أن الرئيس السابق جورج بوش ونائبه ديك تشيني مع مسئولين سابقين اخرين في وكالة الاستخبارات ، يتحملون مسئولياتهم وكثفوا المداخلات في الايام الاخيرة للدفاع عن قراراتهم.
وفي الكونجرس، اعرب الجمهوريون عن الاسف للجدول الزمني لنزع السرية. ويخشون ان توفر الشفافية "لاعداء" امريكا ما يمكنهم استخدامه، وان تثير ردودا ثأرية مماثلة لتلك التي ظهرت في تلك الفترة على اثر ما تكشف من اساءات ارتكبت في سجن ابو غريب العراقي في 2004.
وخلال السنوات التي تلت، وبطريقة سرية، سجنت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية المعتقلين الذين يتمتعون بوزن كبير في مواقع سرية حيث استخدم محققوها وسائل استجواب "متشددة" خارج اي اجراء قضائي.
وأوضح مسئول كبير في الادارة "اننا نتابع عن كثب الشبكات الاجتماعية". وقد تم وضع القواعد العسكرية الامريكية في العالم في حالة تأهب قصوى.
ويدعم الديمقراطيون مع ذلك بكثافة نشر التقرير بالاضافة الى بعض الجمهوريين مثل السناتور جون ماكين الذي تعرض للتعذيب في فيتنام من قبل سجانيه، وقال جون ماكين في مجلس الشيوخ "يصعب تقبل الحقيقة احيانا".
ورحبت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان بالتقرير المرتقب منذ سنوات. لكنها جددت دعوتها الى ملاحقة المسئولين عن البرنامج بتهمة التعذيب. لكن وزارة العدل اعلنت انه لن يتم اتخاذ اي اجراء جزائي لانه لم يتم الكشف عن اي معلومة جديدة في التقرير.