قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سامحته على زواجه من زوجة عمها فكافأها بالهجر عامين ونصف.. منى للمحكمة: الصدمة أفقدتنى النطق لشهور وقبلت بالوضع "الشاذ"

0|ريهام طاهر

يشير عقرب الساعات إلى السابعة صباحا، تستيقظ "منى" كعادتها، ترتب منزلها المتواضع، وتحضر طعام الإفطار لطفليها "وعد وعمر" قبل أن ينطلقا إلى مدرستهما الرابضة فى آخر الشارع، تودع السيدة الثلاثينية الصغيرين من شرفة حجرتها، وتنتظر حتى يغيبا عن ناظريها ثم تهرع لتلتقط عباءتها السوداء وحجابها الوردى لتلحق بجلسة دعوى طلاقها للضرر التى أقامتها بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة ضد زوجها "هانى. ع"، والتى تحمل رقم 102 لسنة 2014 بسبب زواجه من زوجة عمها وهجره لها عامين ونصف العام دون مال أو سؤال.
يستقر عقرب الساعات عند التاسعة مع صعود الزوجة الثلاثينية درجات السلم الرخامى المفضى لإحدى قاعات الجلسات بالمحكمة، تسقط "منى" بجسدها المنهك على أول كرسى معدنى يقابلها، وتسحب الهواء حتى يعلو صدرها، معلنة حالة الاستنفار القصوى بجميع حواسها، فى انتظار المثول أمام القاضى لتعدد له أسباب طلبها الطلاق بعد ثمانية أعوام من الزواج، وبعد ساعات تبدأ الجلسة.
"زوجى تزوج بزوجة عمى وتركنى"..هكذا بدأت "منى" الحديث عن معاناتها، وبوجه تعلوه ابتسامة تخفى رواءها جبالا من الحزن والألم تضيف: "لم أتخيل أن أقف يوما فى ساحات المحاكم طالبة الخلاص من حبيبى ورفيق دربى، فقد كان زواجى مثالا للزواج المثالى أو كما كنت أحسبه، زوج محب ومخلص وبيت مستقر يملأ جنباته العشق والحنان، ويعشعش فى جدرانه الدفء، كنت أنا وهو نموذجا للكفاح ومحاربة الظروف الصعبة، عشنا فى شقة صغيرة بنظام الإيجار الجديد، وقفت إلى جواره حتى التحق بالعمل فى شركة للخدمات البترولية بعد أن كان نجارا يعمل بـ"اليومية" لدى الغرباء، وطوال هذه الفترة لم تتغير طباعه بل زاد ارتباطه بى وببيته وبصغيريه، ولم يعد يفوت مناسبة إلا ويغدق علي بالهدايا والورود".
تلمع عيون الزوجة الثلاثينية فى مشهد يشى بسقوط دمعة، ورغم ذلك تظل الابتسامة الحزينة مرسومة على ثغرها الدقيق وهى تتذكر تفاصيل حياتها الزوجية: "فى كل مرة يسافر فيها لمهمة خاصة بعمله يعود إلى حضنى ونار الشوق تشتعل فى قلبه، والحنين إلى صدرى يعتصره، كان يقسم لى أن الوقت يمر كئيبا بعيدا عنى، وأنا كالبلهاء أصدقه وأصبره على الفراق، ترقى زوجى فى عمله وتوسط لعمى ليلتحق بوظيفة بنفس الشركة، ودأب على التردد على بيته فى غيابه بحجة توصيل الراتب الشهرى لزوجته الأربعينية، لعدم قدرة عمى على ترك موقعه والسفر إلى المنصورة كل شهر، لم أعبأ بهذا الامر، بل اعتبرته شهامة تضاف لصفات حبيبى الحميدة، ولم يخطر ببالى أنه لم يكن لوجه الله، ولكنه من أجل جسد زوجة عمى".
وقالت "منى" فى ألم وأسى: "اشتم عمى رائحة العلاقة المحرمة بين زوجته وزوجى، وتأكد من صدق حدسه بعد أن تركت له المنزل واختفت واختفى معها والد طفلى لفترة، وقتها نبهنى وقالها لى صراحة: "مراتى طفشت مع جوزك"، لكنى لم أصدقه فكيف لهذا الملاك المخلص - كما كنت أراه- أن يخون؟! ومرت ليلة العيد لأول مرة دون أن يقضيه معنا، لأفاجأ فى صبيحته بظهور "ضرة" لى بعقد عرفى، كانت هذه أول صدمة لى فى رفيق دربى، واجهته وقتها ولم ينكر بل اتهمنى بأننى على علاقة برجل آخر وأنتوى الزواج به وكل ذلك لكى يزيغ بصرى عن جرمه، سامحته واعتبرت أن ما فعله غلطة ونزوة، وبعد شهرين من الواقعة اتصل بى وألقى على مسامعى خبر زواجه، وبدون تردد قلت له: "موافقة وحقك بس ارجع لبيتك ولولادك"، لكنه أصر على أن أعرف من هى زوجته الجديدة، وبصوت ثابت قاس أطلق رصاصة غدره على: "مرات عمك"، سقطت الجملة على كالصاعقة وفقدت النطق لشهور، وشخص الأطباء حالتى بأنها حالة نفسية، ولم يسأل على".
يزداد الحزن والقهر المستتر وراء ابتسامة الزوجة الثلاثينية، وبصوت وهن مرتعش تختتم حكايتها: "عاد زوجى لى مرة أخرى طالبا أن ننسى الماضى ونبدأ صفحة جديدة نعيش فيها كعائلة واحدة، وطلب منى أن تمكث "ضرتى" فى بيتى حتى يؤجر لها شقة قريبة منى، وافقت بهذا الوضع الشاذ بعد أن اشترطت عليه أن تبيت ليلها معى فى غرفتى، وهو ينام مع الصغار، فعلت كل هذا لأحافظ للصغيرين على والدهما، إضافة إلى أننى لا أعمل وليس لى مورد أنفق منه ولا شقة، لكن يبدو أننى أخطأت، فما إن وطأت قدماهما بيتى حتى باتا يتفننا فى إذلالى، فقررت أن أنهى عذابى وصارحته بأنه مات بالنسبة لى وأننى باقية فى عصمته من أجل "وعد" و"عمر"، فخرج معها ولم يعد، عامان ونصف العام مروا على دون أن أسمع عنه خبرا، ومؤخرا علمت من شقيقته أنه سافر إلى ليبيا، فقررت أن أتخلص منه للابد وأقمت دعوى طلاق للضرر تم تأجيلها ليوم 28 من هذا الشهر ودعوى نفقة صغار محجوزة للحكم".