كيري يحث كل دول العالم على التوصل لاتفاق بشان المناخ لتجنب "مأساة"

وجه وزير الخارجية الامريكي جون كيري نداء مؤثرا يوم الخميس الي كل دول العالم للعمل من اجل التوصل الي اتفاق طموح للامم المتحدة العام القادم للتصدي لتغير المناخ محذرا من ان الوقت يوشك ان ينفد امام التراجع عن مسار "يقود الي مأساة".
وموجها حديثه ايضا إلى منتقدين محليين للرئيس الامريكي باراك أوباما يشككون في ان تغير المناخ من صنع الانسان قال كيري إن النتائج العلمية هائلة "وتصرخ فينا وتحذرنا."
وقال كيري في كلمة اثناء محادثات للامم المتحدة في ليما عاصمة بيرو حيث يحاول المجتمعون بلورة عناصر مسودة اتفاق اممي من المقرر مناقشته في باريس اواخر العام القادم لكبح الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري "كل دولة على مسؤولية في ان تضطلع بدورها."
واضاف كيري أن إدارة اوباما تعطي اولوية قصوى لتغير المناخ إلى جانب قضايا الارهاب والفقر والانتشار النووي.
وقال "اذا كنتم بلدا كبيرا متقدما ولا تقدمون يد العون فأنتم جزء من المشكلة."
وأضاف قائلا "اكثر من نصف الانبعاثات العالمية تأتي من بلدان نامية. لا بد ان يتحركوا ايضا" ولم يسمي دولا بعينها.
والصين والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والهند أكبر مطلقين للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
وأبلغ كيري المشاركين في المحادثات ومن بينهم كريستينا فيجيرس مسؤولة الامم المتحدة لتغير المناخ ومانويل بولجار فيدال وزير البيئة في بيرو انه على الرغم من مرور عقدين على المحادثات حول الاحتباس الحراري العالمي "فاننا لانزال في مسار يقود إلى مأساة."
وتقول بلدان فقيرة عديدة وجماعات مدافعة عن البيئة إن واشنطن بذلت جهدا قليلا للغاية على الرغم من وعود باجراءات اكثر جدية قطعتها على نفسها في اتفاق ابرمته مع الصين الشهر الماضي. ويشير منتقدون إلى انه في 2012 زادت الانبعاثات الامريكية 4.3 بالمئة عن مستوياتها في 1990 وهو العام الذي تقيس به الامم المتحدة مستويات خفض الانبعاثات.
وقالت كارين اورنشتاين من جماعة اصدقاء الارض "سئم العالم سماع العبارات الرنانة والجوفاء التي تشيد بالريادة الامريكية بينما تذوب الالواح الجليدية وتستعر الحرائق ويفقد الناس ارواحهم بسبب تغير المناخ."
واشاد اخرون بالالتزام الشخصي لكيري. وقال ايفو دي بوير المسؤول السابق عن ملف تغير المناخ بالامم المتحدة والذي يرأس الان معهد جلوبال جرين جروس الذي يقدم العون للبلدان النامية لرويترز إن كيري هو "أول وزير خارجية أمريكي يبدي اي اهتمام جدي" بتغير المناخ.
ومن المقرر ان تنتهي محادثات ليما يوم الجمعة لكن مندوبين يتوقعون ان تستمر حتى يوم السبت بسبب خلافات عميقة.
فعلى سبيل المثال تصر الصين على ان الخطط الوطنية للمناخ التي ستقدم اوائل العام القادم لتكون لبنات لاتفاق باريس يجب ألا تخضع للمراجعة من دول اخرى. وتحث دول كثيرة من بينها الاتحاد الاوروبي على هذه الخطوة.