بالصور .."القبلة" و"السينما" .. تاريخ من الأزمات والطرائف .. "فن وتمثيل" أم "قلة أدب" ؟

لا يزال مشهد القبلة في السينما المصرية مثيرا للجدل حتى يومنا هذا، على المستوى الجماهيري فقط، بل إن هناك تصريحات خاصة بالفنانين، حول هذه المشاهد الساخنة، أحدثت جدلا واسعا وضجة داخل الوسط الفني وخارجة.
ودائما نسمع جملة متكررة وهى "القبلة في سياق الدراما مش عيب ولا حرام". وهى نفس وجهة نظر شباب اليوم، الذى يرفع شعار "عايزين نتفرج"، بل نرى مظاهرة شبابية أمام شباك التذاكر، حين يكون الفيلم السينمائي من نوعية الإغراء، لذا اتجه أغلب المنتجين لتقديم أفلام الإثارة والرقص.
ليس غريبا، أن نجد جدلا حول مشاهد القبلات، ما بين رافض ومؤيد لتلك المشاهد، ولكن الغريب، أن يخرج فنان يصرح "بلا حرج" عن "البوس فى الافلام". وصل الأمر إلى إبداء الآراء في حال السينما المصرية بدون مشاهد القبلات، حيث صرحت الفنانة سلوى خطاب – فى احد البرامج الحوارية - أن "السينما باظت من ساعة ما بطلوا "البوس"، لأن الشاشة الفضية علي مدار تاريخها بها الكثير من لقطات القبلات ، والمجتمع كان يتعلم المشاعر من الأفلام القديمة ، من وصلات الغزل والحب والقبلات" .
فيما قالت الفنانة والراقصة دينا – خلال حديثها فى احد البرامج أيضا - أنها وضعت "خطا أحمر" على القبلات في كل أفلامها السينمائية، والسبب في هذا يعود إلى الفنان الراحل أحمد زكي، لانه الفنان الراحل أثناء تقبيله لها في أحد مشاهد فيلم "استاكوزا" سبب لها نزيفا في الشفة السفلية بسبب اندماجه في المشهد.
كما تحدث الفنان فاروق الفيشاوي – فى إحدى الحلقات الحوارية – قائلا "ما فيش قبلات حقيقة فى الافلام، كان في لوحات قزاز بين افواهنا، كما ان القبلة مش حلوة طالما فيه ناس كتير أمامك".
أفلام ممنوع الاقتراب أو التصوير :
كانت السينما مليئة بالأفلام الجريئة، ووضعت بعضها لافتة "للكبار فقط"، وقد ضمت القائمة عددا كبيرا من الأفلام المثيرة، منها عفاريت الأسفلت وجنة الشياطين وبحب السيما وبالألوان الطبيعية الذى وصفه منتجه بأنه عملا يحوي قبلات صادقة.
أزمة القبلات فى السينما :
قبلة تسبب الطلاق :
هناك بعض القبلات لم تمر مرور الكرام، حيث نتذكر الضجة الاعلامية والفنية التي أثارتها "قبلة" فاتن حمامة وعمر الشريف في أول اعماله السينمائية "صراع في الوادي" حينها، كانت فاتن حمامة ترفض القبلات في أفلامها، وكانت متزوجة من المخرج عز الدين ذو الفقار، لكن سيناريو الفيلم كان يحتوي على قبلة بين البطلين، ووسط دهشة الجميع، وافقت سيدة الشاشة العربية على مشهد القبلة الذي جمعها بعمر الشريف، فوقع الطلاق بينها وبين زوجها أثناء تصوير الفيلم، وبعد انتهاء التصوير، أشهر عمر الشريف إسلامه وتزوج منها.
الجمهور لبطلة القبلة "إحنا زعلانين منك" :
كانت القبلة التى جمعت حسن الرداد ومنى زكي - والتي تعتبر من جيل السينما النظيفة – قد تعرضت للنقد الشديد والهجوم اللاذع، بسبب القبلات التي تخللّت فيلمها "احكي يا شهرزاد"، وسببت حرجا كبيرا لزوجها أحمد حلمى.
قبلات هيفاء وهبي دائما ما تثير أزمة :
ضمت قائمة القبلات المثيرة للجدل في السينما، "بوسة" هيفاء وهبي مع عمرو سعد في فيلمها الأول "دكان شحادة"، يومها، صرحت الفنانة اللبنانية ان مشهد القبلة سبب لها مشكلة مع زوجها، وكانت قد طلبت من المخرج خالد يوسف حذفها، لكنه رفض، ما أدى إلى وقوع الخلاف بينهما.
لم تتوقف أزمات "وهبي" عند هذا الحد، بل شهدت كواليس فيلم "حلاوة روح" أزمة فنية كانت بطلتها أيضا هيفاء وهبي، التى أثارت العديد من الخلافات بسبب الشروط التي فرضتها على فريق العمل، وكان أبرزها، أزمة القبلة التى تجمعها بالفنان باسم سمرة، الذي شاركها بطولة العمل, خاصة انها رفضت تقبيل باسم ضمن أحداث الفيلم, خصوصا أنها اعترضت على مشاركته في العمل معها من قبل، ولكن المخرج سامح عبد العزيز أقنعها بذلك.
أهالى الاسكندرية يتسببون فى منع "بوسة" روبي وعزمى :
وقد تسببت مشاهد القبلات التي جمعت روبي وأحمد عزمي ضمن أحداث فيلمها "الشوق" في حدوث أزمة على أحد شؤاطي الاسكندرية، حيث تجمع عدد كبير من الجماهير لمشاهدة تلك القبلات، وكان من المفترض أن يقوم "عزمي" بتقبيل "روبي" على أحد الشؤاطي بالاسكندرية الأمر الذي تسبب في تجمع الجمهور حول الشاطئ، بل وظل الجمهور يرددون تعليقات ساخرة على روبي مما تسبب في غضبها، وحدوث حالة من الفوضي لذلك اضطر مخرج الفيلم خالد الحجر في الغاء التصوير لعدم إمكانه السيطرة على الجمهور.
الرقابة ترفض :
تحفظ جهاز الرقابة على المصنفات الفنية على بعض القبلات فى الأعمال السينمائية، مثل فيلم "العشق والهوى"، حيث رفضت "القبلة" التى جمعت منة شلبي وأحمد السقا، وبالفعل حذفها منتج العمل.
"البوس" أزمة سينمائية منذ زمن الفن الجميل :
فيلم 100 قبلة وقبلة :
يعد فيلم "أبي فوق الشجرة" من أكثر الافلام التي احتوت على القبلات بين بطلي العمل العندليب عبد الحليم حافظ ونادية لطفي، بل أطلق النقاد على هذا العمل، اسم "فيلم مئة قبلة وقبلة"، وقيل وقتها أن هذه القبلات سببت حرجاً شديداً للفنانة نادية لطيفة التي كانت متزوجة حديثاً من شخصية مهمة، ومع ذلك، لم تحذف هذه المشاهد، وعرض الفيلم كما هو، واستمر عرضه في دور السينما أكثر من سنة، واعتبر أحد علامات السينما المصرية، كما توجت نادية لطفى بعد ذلك كـ"ملكة للقبلة السينمائية".
26 قبلة من رشدي أباظة لصباح :
في حادثة تعد هي الأولى من نوعها قام أحد الجمهور بـ "عد" قبلات الفنان رشدي أباظة للفنانة صباح، في فيلم "كانت أيام" وذلك خلال العرض الأول للفيلم بدور السينما، حيث بلغ عدد القبلات 26 قبلة، استقبلها الجمهور بالتهليل، وكانت كل هذه الضجة بحضور الراقصة سامية جمال التي استقبلها الجمهور استقبالًا رائعًا.
البوس حرام في نهار رمضان :
"صدقي" يرفض تقبيل "مديحة" :
رفض حسين صدقى بإصرار تقبيل الفنانة مديحة يسري، خلال تصوير أحد مشاهد فيلمهما "المصري أفندي"، خاصة انه تم تصوير أجزاء منه خلال شهر رمضان، وحينما جاء المخرج عاطف سالم لشرح طبيعة المشهد المقبل وكيف أنه سيحتوي على "بوسة"، رفض "صدقى" بشدة وفشلت كل محولات المخرج لإقناعه بأنها "قبلة هادفة"، فتعطل التصوير لبضع ساعات.
كمال الشناوى "ما ينفعش ابوس كاميليا فى رمضان" :
كان المشهد ضمن احداث فيلم "شارع البهلوان" بطولة كمال الشناوي وكاميليا، وكان فى شهر رمضان في عز الصيف، والحر شديد، والصيف يضاعف متاعب الصيام، وكانوا على وشك الانتهاء من الفيلم عندما حدث إشكالاً طريفاً. حيث طلب مخرج العمل صلاح أبوسيف، من كمال الشناوي تقبيل كاميليا، كما يقتضي دوره في الرواية، ولكن الشناوي رفض قائلا "انا صايم مش ممكن أبوس كاميليا"، وحاول وقتها صلاح أبوسيف إقناعه بأن القبلة ليست حراماً، وان هذا الرفض سيسبب خسائر كبيرة للمنتج كما ان هناك استحالة تصوير المشهد بعد الإفطار، كما أنه من الظلم إجبار الفنيين على العمل طيلة اليوم.
وعندما اقتنع كمال بوجهة نظر أبو سيف، كانت كاميليا في هذه الأثناء خرجت من غرفتها، وسمعت برفض الشناوي ولكن من دون أن تعرف السبب الحقيقي، فثارت قائلة "هو بيقول لا ليه.. هو يطول"، فأخبرها المخرج بأن الصيام هو السبب وراء رفضه وليس شيئاً آخر، ولكنها لم تقتنع وقالت "أنا كمان عندي كرامة.. ومش هخليه يبوسني"، وحاول أبوسيف تهدئها حتى اقتنعت.
وكانت القبلة، التي تسببت في كل هذا، من أحسن القبلات التي أخرجها صلاح أبوسيف، كما يذكر هو، فقد كانت قوية وعنيفة، حتى انها عندما عرضت على الرقيب مد يده إلى مقصه وحذفها نهائياً من الفيلم.
قبلة عماد وفاتن أثارت الإعجاب والسخط معا :
وقف أمام الجميلة فاتن حمامة بطلًا خلال أكثر من عمل سينمائي، وتبادلا الكثير من القبلات، ولكن القبلة التي جمعت الفنان عماد حمدي مع فاتن في فيلم "لا أنام" كانت محل جدل كبيرا، فكانت القبلة التي طبعها "عماد" على شفتي "فاتن" أثارت إعجاب مؤلف "لا أنام"، الكاتب إحسان عبدالقدوس، حيث وصفها بـ"تحفة في قوة التمثيل"، بينما اعترض عليها المجلس الأعلى لمصلحة الفنون وقام بتصنيف الفيلم ضمن قائمة "للكبار فقط" ولم يُسمح بمشاهدته لمن هم دون 16 عامًا.