"وول ستريت جورنال": هجوم "طالبان" في بيشاور يعكس وحشية المنافسة بين الجهاديين في العالم
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الهجوم الذي شنته حركة طالبان هذا الأسبوع على مدرسة بمدينة "بيشاور" الباكستانية يعكس وجود مسابقة وحشية بين الجهاديين لتحقيق مكاسب دموية .
وأشارت الصحيفة - في تحليل نشرته على نسختها الإلكترونية اليوم /الخميس/ - إلى أنه من المغري نبذ الأشخاص الذين خططوا لعملية قتل 132 طالبا باكستانيا بدم بارد على انهم مجموعة من العقول المريضة الملتوية التي تتجاوز حدود الفهم البشري .
غير أن هجوم طالبان على مدرسة بيشاور - أحد أكثر الحوادث دموية - هو نتاج محتمل للأسف لتحليل عقلاني عن المنفعة والتكاليف يحمل عنوان في هذا المجال " الهمجية تنتصر".
ورأت الصحيفة أن هذا الأمر - على الأقل - هو الدرس الذي تعلمته الجماعات الجهادية في مختلف أنحاء العالم من الصعود المفاجئ لتنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، التنظيم الذي حول مشاهد قطع الرؤوس وعمليات الإعدام الجماعي للسجناء إلى سلاح نفسي قوي .
وذكرت الصحيفة أنه في عام 2005، كتب الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى أبو مصعب الزرقاوي، الذي وضع النواة الأولى لتأسيس تنظيم "داعش" ، منتقدا إياه لقتله الشيعة العراقيين العاديين وقطع رؤوس الرهائن ، وحذر الظواهري من أن تؤدي عمليات القتل الوحشية إلى تقويض الدعم الشعبي، و"هو العامل الحاسم بين النصر والهزيمة" .
ونوهت إلى أن الزرقاوي وخلفاءه تجاهلوا هذه النصيحة ، ومنذ ذلك الحين ، تضاءلت قوة تنظيم القاعدة أمام داعش ، الذي سيطر على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا، وانشق العديد من المقاتلين عن ذراع تنظيم القاعدة في سوريا (وجبهة النصرة)، لينضموا إلى داعش.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور أحمد موصلي المتخصص في التيارات الإسلامية بالجامعة الأميركية في بيروت، قوله " لسوء الحظ ، بات العنف سبيلا للحصول على المال والدعم والمجندين من جميع أنحاء العالم " ، ويتم النظر إلى هذه الوحشية باعتبارها السبيل الوحيد للفوز .
وقالت "وول ستريت جورنال" إنه مع إدعاء داعش باضطلاعه بدور عالمي ، ورغبته في استقطاب جميع المسلمين تحت رايته، يعد هذا التصعيد للوحشية الآن محفزا للجماعات الجهادية المتنافسة في سباقها الرهيب على درجة الصدمة التي ستتسبب بها.
ورأت الصحيفة أن بسبب تبعات الهجوم العسكري الأخير للجيش الباكستاني ، انتابت حركة طالبان حالة من التوتر إزاء التحركات من جانب بعض الجماعات المنشقة لمبايعة "داعش" .
وتناولت الصحيفة بعض التنظيمات الجهادية ومنها حركة بوكو حرام في نيجيريا، التي اختطفت أكثر من 270 تلميذة في إبريل الماضي وأجبرت الفتيات على الزواج من مقاتليها، والتي تواجه ضغوطا حاليا مماثلة في إطار سعيها لبقائها حركة مستقلة .
ولفتت الصحيفة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها حركة طالبان مدنيين من قبل، ورصدت مقتل 127 شخصا على الأقل في كنيسة بيشاور على الرغم من عدم إعلان الحركة مسؤوليتها عن تلك العملية، ولكن ما حدث أمس الأول الثلاثاء، جعلهم يتفاخرون بدورهم في مذبحة مدرسة بيشاور.
وقال سلمان شيخ مدير مركز بروكنجز البحثي في قطر، "لقد باتت مسابقة بين حركة طالبان، وبوكو حرام وداعش ويبدو أن طالبان الباكستانية قد قفزت لتحتل مراكز متقدمة في بطولات الوحشية".
ورأت الصحيفة أن هذه الهجمات المروعة لا يقصد بها فقط بالطبع التأثير على المؤيدين المحتملين والفعليين، فهدفها كان دائما الإرهاب - وهو شيء استفاد منه داعش بشكل ملحوظ في العراق هذا الصيف.
ونوهت الصحيفة في ختام تحليلها إلى أن هذه الاستراتيجية ليست خالية من المخاطر ، كما جاء في تحذير الظواهري للزرقاوي، حيث أنه في بعض المجتمعات، يمكن أن يؤدي الغضب العام والاشمئزاز جراء ذبح الأبرياء إلى نتيجة عكسية من خلال حشد حملة رأي عام ضد المسلحين بما يسهل على قوات الأمن شن حملة فعالة ضدهم .