وحيد راضي يكتب: الصراع السياسى للإسلاميين.. رصاصة فى قلب الإسلام
أن تصبح مصر دولة إسلامية تطبق فيها الشريعة ليس بأمر غريب على دولة يعتنق أغلبية سكانها الدين الإسلامى، لكن السؤال هل الذين يتبنون هذا الدور مؤهلون لذلك؟ هل فعلا يعملون على إظهار الاسلام بصورة مشرفة تليق به؟
الحقيقة أن التجربة التى عاشتها مصر خلال الفترة القليلة الماضية من تدخل الدين فى السياسة جعلت النظرة تجاه الدولة الإسلامية قد تتغير ليس لرفض الناس أسلمة الدولة لكن بسبب محاولة البعض إظهار مفهوم الدولة الإسلامية من خلال عملهم السياسى بطريقة أساءت للإسلام وتعاليمه.
لذلك علينا ألا نسيء للإسلام بسبب هؤلاء وأن نعترف أننا لم نشهد تدخلا من الدين فى السياسة بل هى محاولات لتدخل بعض من رجال الدين فى السياسة لأن الدين الإسلامى الحنيف إذا طبق بطريقة صحيحة نجده مناسبا لكل زمان ومكان وبه الحل لكل المشكلات.
أما هؤلاء الذين ادعوا أنهم يطبقون شرع الله واتخذوا منه سترا لتحقيق مصالحهم وأهدافهم الخاصة، فحسابهم عند الله على إساءتهم للإسلام فى الداخل والخارج.
عندما كان يتحدث أحد عن ضرورة عدم تدخل الدين فى السياسة كانت توجه إليه اتهامات وإهانات لاحصر لها ربما تصل لاتهامه بالإلحاد، فمن كان يريد ذلك يعرف أن السياسة دروبها صعبة وتتطلب بعضًا من الليونة وأحيانا النفاق والكذب إذا تطلب الأمر، وكثيرا من الأمور التى تضر بالدين عند تدخله فى الشئون السياسية خاصة إذا كان ذلك من أشخاص لايعرفون عن السياسة إلا اسمها.
لنا فى النائب أنور البلكيمى، الشيخ حازم أبو إسماعيل وجماعة الإخوان أكبر مثل فى ذلك، فالنائب عن حزب النور السلفى استغل الدين للوصول للبرلمان، ثم فاجأ الناس بالكذب والغش والتزوير فى حادثة المشهور الذى بذل فيه كل جهده لتجميل أنفه وتشويه الدين، والشيخ حازم الذى يكاد فى كل كلمة ينطقها تكون مرفوقة بآية أو حديث يتفاجأ الناس بمحاولة التفافه على القانون للوصول إلى كرسى الرئاسة، والإخوان الذين ينقضون عهودهم، وغيرهم من الذين يعتبرون أنفسهم حماة الإسلام.
هل هذه هى تعاليم الدين الإسلامى فى نظرهم؟ هل يدركون ما تأثير أفعالهم هذه على الإسلام وصورته أمام من يتربصون به؟ فالإسلام بريء منهم ومن أفعالهم.
إذا كانت الدولة الإسلامية فى نظرهم هى الكذب، الغش، النفاق ونقض العهود، فهم أولى بها، أما مصر فهى فى حاجة لدولة إسلامية وسطية تحترم جميع طوائفها يقودها كوادر ومؤسسات تعرف الإسلام حقا تطبقه على نفسها قبل أن تحكم به حتى يظهر الإسلام بالصورة التى تليق به كدين تسامح صالح لكل زمان ومكان.