الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور.."مقبرة العود"..مدفن ملوك السعودية بمساحة 100 ألف متر مربع في قلب العاصمة الرياض

صدى البلد

مقبرة العود هي مدفن الملوك حيث شهدت قبل 146 عاما مراسم دفن الإمام فيصل بن تركي ثاني ملوك الدولة السعودية الثانية الذي يعد من أوائل من قُبر في العود من أئمة آل سعود.
ودفن فيها قبل هذا التاريخ عدد من أعيان الأسر في الرياض وتذكر بعض المصادر التاريخية أن فاطمة بنت الشيخ محمد بن عبد الوهاب دفنت في هذه المقبرة في الستينات من القرن الثالث عشر الهجري، كما دفن فيها قبل 162 عاما حمد بن راشد بن عساكر جد أسرة آل عساكر المعروفة في الرياض إضافة إلى موسى بن مرشد أحد أعيان مدينة الرياض وكان ذلك عام 1266 هجرية.
هذا وفقا لوثائق ووصايا يحتفظ بها بن عساكر الباحث المتخصص في تاريخ وجغرافية المنطقة، الذي أضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الاتجاه إلى دفن الموتى في مقبرة العود تم بعد أن امتلأت مقبرة شلقا في الجهة الشمالية من الرياض القديمة، وتوقف الدفن فيها وذلك قبل نحو 70 عاما على وجه التقريب، لافتا إلى أن الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية دفن في مقبرة شلقا.
ومما يؤكد ذلك أن عبد الله فلبي أورد في مذكراته أن الملك عبد العزيز أثناء زيارته للمقبرة تمنى أن يكون جده الإمام تركي بن عبد الله مدفونا في مقبرة العود بجانب ابنه فيصل.
كما تضم المقبرة قبور الملوك من آل سعود الكبار، وعلى رأسهم الملك عبد العزيز موحد المملكة ومؤسسها، وأبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد، كما تضم أسماء مشهورة من الأسرة المالكة، على رأسهم عم الملك فهد بن عبد العزيز الأمير عبد الله بن عبد الرحمن والأمير محمد بن سعود الكبير، والعديد من أبناء الأسرة.
وتعتبر مقبرة العود حاضنة لأسماء أخرى من عائلات وأسر سكنت الرياض على مدى عقود من الزمن، كما يرى الزائر للمقبرة أسبوعيا، وغالبا بعد صلاة يوم الجمعة، العديد من الزوار، ممن يأتون للسلام على موتاهم من الرجال، مصطحبين معهم بعض صغارهم، في حين تغيب عن زيارة المقبرة النساء لأسباب دينية حيث نصت الأحاديث على تحريم ذلك.
وكانت أمانة مدينة الرياض قد فطنت لأهمية هذه المقبرة والمقابر الأخرى، فطورت المباني الخاصة بها من أسوار وتجهيزات وعاملين فيها وتصل مساحة المقبرة إلى مائة ألف متر مربع، وتعتبر من أكبر المقابر في السعودية، وظلت تستقبل غالبية الأموات خلال العقد الماضي.
وعلى ضوء ذلك قامت أمانة مدينة الرياض بتخصيص أكثر من ست مقابر في كافة أنحاء الرياض، إضافة إلى تعزيز مقابر أخرى قديمة لتستقبل من جديد الموتى.
تقع مقبرة العود في جنوب الرياض وعلى شارع البطحاء أحد أعرق شوارع العاصمة وتنتشر على رصيفها الغربي مجموعة من الفقراء الذين ينشدون ذوي المتوفين للحصول على صدقاتهم.
وتصل مساحة المقبرة إلى مائة ألف متر مربع، وتعتبر من أكبر المقابر في السعودية، حيث ظلت تستقبل غالبية الأموات خلال السنوات الثماني الماضية، وتصنف بكونها أشهر المدافن في العاصمة السعودية الرياض، وتأتي في الشهرة بعد مقبرة البقيع في المدينة المنورة وكذلك بعد مقبرة المعلاة في مكة المكرمة، وتضم مقبرة العود خمسة من ملوك السعودية وتتوسط العاصمة الرياض. وحاليا يدفن فيها أغلب أفراد العائلة المالكة في السعودية.
ونظرا لكون موقع المقبرة في حي العود ووسط أحياء يصنف سكانها بالبسطاء أو محدودي الدخل، فقد شهد كثير منهم وداع الملوك والأمراء لقربهم من المقبرة، وكان لسكانها مشاركة فاعلة في مراسم العزاء والدفن، عايشوها على مدى أعوام عدة مضت. يقول أحد سكان حي العود: إن المقبرة تعتبر واحدة من المقابر التاريخية في الرياض، حيث دفن فيها الإمام عبد الرحمن بن تركي، والملك عبد العزيز، وأبناؤه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد، كما أن هناك موقعا خاصا في الجهة الجنوبية من المقبرة للأسرة المالكة.